مبالغ مالية كبرى.. عقوبة ذبح الأضحية في الشارع

أيام قليلة تفصلنا عن حلول عيد الأضحى المبارك، الذي يحرص فيه المسلمون على تعظيم شعائر الله وذبح الأضاحي تقربًا إلى الله عز وجل. 

ومع ذلك، يلجأ البعض منهم للذبح خارج المذابح والمجازر المخصصة لذلك، دون العلم بأنهم يتعرضون للمسائلة القانونية.

قال الخبير القانوني، نبيل محمد أبو زيد، إنه لا يجوز ذبح الأضاحي في الشوارع والأماكن غير المخصصة للذبح، وذلك بموجب المادة 136 من قانون الزراعة الصادر بالقانون رقم 53 لسنة 1966، محذرًا أن من يفعل ذلك سيتم معاقبته إما بالحبس أو الغرامة.

أوضح أبو زيد، في تصريحات صحفية أن المادة 143 مكررًا من قانون الزراعة الصادر بالقانون رقم 53 لسنة 1966 المعدل بالقانون رقم 207 لسنة 1980، أقرت العقوبة بالسجن سنة وغرامة 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وتضاعف هذه الحدود في حالة العود. 

وأضاف أنه يحكم بمصادرة المضبوطات لصالح وزارة الزراعة وتغلق المحال التجارية التي تذبح أو تضبط أو تباع فيها اللحوم المخالفة لمدة ثلاثة أشهر في المرة الأولى وتغلق نهائيًا في حالة التكرار.

من جانبه، أكد الخبير البيئي، مصطفى الشربوني، أن ذبح الأضحية في غير المذابح الرسمية ينتج عنه تلوث الهواء، الماء، والتربة، إذ يساعد نزول الدم مع بقايا الجلد على نمو البكتيريا والفيروسات والفطريات. 

وأشار إلى أن الذبح في المجازر الرسمية ضروري لضمان فحص الأضحية من قبل الطبيب البيطري لبيان سلامتها من الأمراض، مما يقي من كارثة بيئية وصحية قد تحدث في حال وجود أضاحي مريضة.

وأوضح الشربوني أن الكوارث البيئية تحدث بسبب عدم التخلص من الدماء بشكل صحيح، ما يؤدي إلى "التخمر" مع بقايا الجلد وروث الحيوان المذبوح، مما يصبح "غرفة للتلوث البيولوجي".

 وأكد على ضرورة التخلص من بقايا الأضحية بطريقة سليمة وصحية وبيئية، بالإضافة إلى استخدام الماء المغلي بعد عملية الذبح لتنظيف المكان، حيث تموت الجراثيم عند درجة حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية، مما يثبط تكاثر البكتيريا البيولوجية.

بدورها، حذرت الدكتورة البيطرية، أميرة سعد، من المخاطر الصحية الكبيرة على الإنسان في حال تناول اللحوم غير المعروضة على الأطباء البيطريين، مشيرة إلى بعض الأمراض الخطرة مثل الدرن الرئوي، اليرقان، الدودة الشريطية، الطفيليات، البروسيلا، وداء المقوسات وغيرها.

وأوضحت سعد مراحل كشف اللحوم في المجازر، مشيرة إلى أنها تتم على مرحلتين: مرحلة ما قبل الذبح، حيث تظهر بعض الأمراض قبل الذبح التي لا تظهر بعده، والعكس صحيح.

 وأضافت أن وقوف الحشرات على اللحوم يترك سمومها في اللحم، ما ينتقل إلى الإنسان بمجرد تناوله، بجانب أن العديد من الأمراض تنتقل عن طريق ملامسة الحيوان قبل الذبح، خاصة إذا كان الشخص الذي يقوم بالذبح لديه جرح، أو بعد الذبح خارج المجزر مما ينتقل للإنسان مثل السل الذي ينتقل عند تناول اللحوم، لأن ميكروب السل لا يتأثر بالنيران فيصل الميكروب للإنسان.