في الأيام الأخيرة، تصاعدت استغاثات من سكان محافظة أسوان، مطالبين بتدخل فوري عقب انتشار مرض غامض أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص بنزلات معوية حادة، مما أسفر عن وفاة 6 أفراد وإصابة العشرات في قرى متعددة.
في مواجهة القلق العام والتفاعل الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح مسؤول بمديرية الصحة في أسوان أن عدد المصابين بلغ 28 شخصًا، تم نقلهم إلى عدة مستشفيات، من بينها مستشفيات الجامعة، المسلة، الصداقة الجديدة، إدفو، كوم أمبو، ودراو.
وأكد أن تلك الحالات ناجمة عن فيروسات موسمية أو تناول أطعمة ملوثة، وليس بسبب تلوث مياه الشرب كما يعتقد بعض الأهالي.
على الرغم من تصريحات الصحة، يعتقد بعض الأهالي أن السبب وراء هذه الإصابات يعود إلى تلوث مياه الشرب في القرى، وهو ما دفع العديد منهم إلى نقل المرضى إلى المستشفيات بشكل يومي، مطالبين بتحقيق عاجل في جودة المياه.
استجابة لهذه الأوضاع، وجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأجهزة التنفيذية بمحافظة أسوان بقيادة اللواء إسماعيل كمال بفتح تحقيق فوري حول أسباب تفشي المرض وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى.
كما أرسلت وزارة الصحة فريقًا من قطاع الطب الوقائي إلى أسوان للتحقق من الوضع على الأرض.
من جهته، صرح المهندس عبد الصبور الراوي، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، أن الاختبارات التي أُجريت على المياه من محطة "أبو الريش قبلي" وأماكن أخرى أظهرت أنها مطابقة للمواصفات القياسية.
وأضاف أن أعضاء اللجنة المختصة شربوا من المياه أمام الأهالي لتبديد الشكوك حول سلامتها.
نفي تلوث مياه الشرب
في تأكيد إضافي، نفى الدكتور محمد سعيد، مدير عام الصحة بأسوان، وجود أي حالات تسمم أو نزلات معوية بسبب تلوث المياه. وأشار إلى أن الإصابات ناتجة عن أسباب موسمية طبيعية مثل الفيروسات أو تناول أطعمة غير صحية.
وزارة الصحة توضح الوضع
حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أكد أن التحاليل التي أُجريت على عينات المياه في أسوان أثبتت مطابقتها للمواصفات القياسية.
وأشار إلى أن انتشار الإصابة بأعراض النزلات المعوية بدأ في التراجع بفضل التدابير الصحية المتخذة. وأضاف أنه لم يظهر أي ارتباط وبائي بين الحالات المصابة.
وأفاد الفريق الوقائي التابع لوزارة الصحة، الذي تم إرساله لأسوان، بأنه لا يوجد رابط وبائي واضح بين الحالات، حيث إن غالبية الإصابات تركزت في منطقتي أبو الريش بحري ودراو، وكلتاهما تعتمد على محطات مياه منفصلة.
الإجراءات المقبلة
تواصل وزارة الصحة متابعة الموقف عن كثب، مع استمرار تقديم الرعاية للمصابين والتحقق من أسباب المرض لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.