دخولها لازم بتصريح خاص.. القصة الكاملة لأغرب مطار في العالم تحت الأرض

قاعدة زيلجافا الجوية، المعروفة رسميًا باسم Obiekat 505، هي واحدة من أبرز القواعد الجوية السرية في أوروبا الشرقية خلال فترة الحرب الباردة. هذه القاعدة الضخمة، التي تم بناؤها بين عامي 1957 و1965، كانت تمثل جزءًا من نظام رادار الإنذار المبكر ليوغوسلافيا، وقد شُيِّدت داخل جبل Plješevica على الحدود بين كرواتيا والبوسنة والهرسك.

التصميم والوظيفة

المدخل الضخم للقاعدة يشبه شيئًا من أفلام الخيال العلمي أو التجسس، وهو عبارة عن فتحة عملاقة على شكل طائرة يمكن للطائرات دخولها واختفائها في الظلام. بنيت القاعدة بحيث يمكن عزلها عن العالم الخارجي في غضون لحظات في حالة الطوارئ، وكانت مجهزة بمواد غذائية وموارد مستقلة للمياه والطاقة. تم تصميمها لتحمل هجومًا نوويًا مشابهًا لذلك الذي وقع على ناجازاكي.

الغرض

الهدف من بناء قاعدة زيلجافا كان إنشاء نظام رادار للإنذار المبكر لحماية يوغوسلافيا من أي خطر خارجي، خاصة في ظل تصاعد التوترات خلال الحرب الباردة. كانت القاعدة تضم سربين من الطائرات المقاتلة و1000 فرد، بما في ذلك القادة العسكريون.

التكلفة والتحديات

على الرغم من أن يوغوسلافيا كانت فقيرة بشكل عام في تلك الفترة، إلا أنها أنفقت حوالي 6 مليارات دولار لبناء هذه القاعدة. تم بناء القاعدة بسرية تامة، مما زاد من التحديات والتكاليف. كان الموقع يُعتبر حساسًا وسريًا لدرجة أن حتى مواطني يوغوسلافيا لم يكن بإمكانهم الوصول إليه.

الوضع الحالي

بعد انهيار يوغوسلافيا، أصبحت قاعدة زيلجافا الجوية منطقة مهجورة، لكنها الآن مفتوحة للزوار. ومع ذلك، فإنها مليئة بالمخاطر الناجمة عن الحرب الباردة، مثل الإشعاع، والألغام، والذخائر غير المنفجرة. تستخدم الشرطة الكرواتية بعض أجزاء المنشأة لتدريب كلاب K-9 على اكتشاف المتفجرات.

الزيارة والسلامة

زيارة قاعدة زيلجافا الجوية تُقدم تجربة فريدة للمهتمين بتاريخ الحرب الباردة والمواقع العسكرية السرية. ومع ذلك, يجب اتخاذ الحذر نظرًا للمخاطر المحتملة، ويُنصح بزيارة القاعدة فقط مع مرشدين محترفين وتجنب المناطق غير المؤمنة أو المحظورة.

في الختام، قاعدة زيلجافا الجوية تعد مثالًا رائعًا على الهندسة العسكرية في فترة الحرب الباردة، وتكشف الكثير عن التحديات الأمنية والجيوسياسية التي كانت تواجه يوغوسلافيا في ذلك الوقت. ولكنها أيضًا تذكير بالمخاطر والأضرار المستمرة من تلك الحقبة، مما يجعل من الضروري التعامل معها بحذر واحترام.