أسرار تكشف.. لماذا نهى النبي عن خروج الأطفال بعد أذان المغرب؟

وفقًا للحديث الشريف، نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن خروج الأطفال وقت المغرب أو قبيل الغروب، وحث على إغلاق الأبواب وتغطية الأواني عند دخول الليل.

السبب وراء هذا النهي هو انتشار الشياطين في هذا الوقت، حيث تعتبر فترة المغرب وبداية الليل وقتًا خاصًا للشياطين، وتجنب خروج الأطفال يقلل من خطر إيذاء الشياطين لهم.

جاء في حديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ" (رواه البخاري ومسلم). وجنح الليل هو إقباله بعد غروب الشمس، وهو وقت انتشار الشياطين.

ذكر الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم أن الأمر بكفّ الصبيان، وإغلاق الأبواب، وتغطية الأواني، هو من باب الاستحباب والإرشاد، وليس من باب الوجوب. إن هذه الأداب تساهم في حماية الأطفال من إيذاء الشياطين وتضمن السلامة.

تغطية الإناء وإغلاق الأبواب وذكر اسم الله عند المغرب هي من السنن التي تعزز الحماية من الشياطين، كما جاء في الحديث: "وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا".

الشياطين تنشط عند الغروب، كما أن الظلام يجعلهم أكثر نشاطًا، ولذلك كان هذا الوقت فترة حرجة يجب الحذر فيها. كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذكر اسم الله عند إغلاق الأبواب وتغطية الأواني، حيث إن الشيطان لا يستطيع فتح باب مغلق.

أداب أخرى لحماية الإنسان في أوقات الغروب تشمل قراءة الأذكار والدعاء، والتي تعزز من الوقاية من الشياطين ومن أضرارهم. هذه الأذكار تشمل آية الكرسي وسورة الإخلاص والفلق والناس وغيرها، والتي يمكن قراءتها لتحصين النفس والأهل من أذى الشياطين.