"البريكس".. كل ما تريد معرفته

قررت مصر وخمس دول أخرى، تشمل الإمارات والسعودية وإيران والأرجنتين وإثيوبيا، الانضمام لمجموعة البريكس.

وحرصا منا على متابعينا الكرام سوف نوضح لكم من خلال السطور القادمة كافة التفاصيل الخاصة بالأمر.

البريكس

كلمة يعلم معناها جيدا خبراء الاقتصاد المتخصصون، ولكن الكثير لا يعلم عنها شئ سوا أن الخطوة التي اتخذتها الحكومة في هذا الانضمام سوف يكون القشة التي تنفذنا من الضغط الاقتصادي الذي نعيشه في الأونة الأخيرة.

وهنا الرد على سؤال المبدئى: ما هو البريكس؟

البريكس أو «BRICS» هو اختصار للحروف الأولى باللغة اللاتينية المكونة للحروف الأولى من أسماء الدول الأعضاء الخمسة الحاليين وهم: البرازيل «B» وروسيا «R» والهند «i» والصين «C» ثم انضمت جنوب إفريقيا «S» لاحقا.

فكرة تجمع البريكس 

فكرة تأسيس هذا التجمع بدأت عام 2006 وأول لقاء على المستوى الرئاسى لهذا التجمع الرباعى أولا انعقد فى يوليو 2008، فى جزيرة هوكايدو اليابانية، على هامش قمة الدول الثمانى الكبرى، وشارك فى هذا اللقاء الزعماء الأربعة لـ«البريكس»، واتفقوا على التنسيق فى القضايا الاقتصادية التى تهم بلدانهم وتؤثر فى الاقتصاد العالمى.

عام  2008 كان هذا التجمع يسمى بـ«البريك» لأنه يضم أربع دول فقط وعقدت القمة الأولى فى مدينة يكاترينبورج فى روسيا فى 2006. وفى العام التالى انضمت «جنوب إفريقيا»، وبالتالى صار الاسم «بريكس» بدلا من «بريك».

والجدير بالذكر أن الدول الخمسة تشكل ربع مساحة العالم تقريبا، وعدد سكانها 3,25 مليار نسمة يمثلون أكثر من 40٪ من سكان العالم.

لكن المعلومة الأهم عن أن بريكس تشكل 25,6٪ من الناتج المحلى الإجمالى العالمى بنحو 25,9 تريليون دولار حتى عام 2022، ولديها موارد طبيعية ضخمة وتحقق معدلات نمو مرتفعة معظم الأحيان.

كما يذكر  أن مجموعة جولدن مان ساكس البنكية العالمية كانت توقعت قبل سنوات أن تشكل هذه الدول قوة اقتصادية عالمية فى 2050. وبالطبع فإن هذا التوقع سيتعزز بانضمام الدول الست التى ستمثل إضافة مهمة للتجمع. 

لكن التوقع الأهم لجولدمان ساكس كان أن تتجه هذه الدول إلى تشكيل حلف أو ناد سياسى فى المستقبل.

هذا التجمع ظل محافظا على دورية انعقاده منذ قمة روسيا عام 2008 وصولا إلى قمة جوهانسبرج.

وفيما يتعلق بالهيكلية الاقتصادية فهناك آليات مهمة ومنها بنك التنمية الجديد، ويطلق عليه أحيانا بنك تنمية البريكس، وهناك «ترتيبات الاحتياطى»، وتم توقيع هذين المكونين عام 2014 وجرى تنشيطهما فى 2018.

وحينما تم الاتفاق فى قمة 2014، على إنشاء بنك التنمية الجديد برأسمال 50 مليار دولار ثم صندوق الاحتياطى النقدى برأسمال 100 مليار دولار ومقره شنغهاى فى الصين فكان الهدف هو توفير الحماية ضد ضغوط السيولة العالمية لعملات الدول الأعضاء.

وقتها اكتشف الأعضاء وغيرهم من دول العالم أن الاقتصادات الناشئة التى بدأت عمليات تحرير اقتصادى قد شهدت تقلبات اقتصادية متعددة، مما جلب بيئة اقتصادية غير مستقرة.

وفى قمة بريكس 2015 جرى الاتفاق على نظام دفع مالى يكون بديلا لنظام سويفت، ووضع أنظمة الدفع والانتقال إلى التسويات بالعملات الوطنية، حتى تتحول إلى نظام دفع متعدد الجنسيات لتوفير أكبر قدر من الاستقلالية، الأمر الذى سيخلق ضمانة أكيدة لنجاح هذا التجمع.

 ووقتها أيضا بدأ البنك المركزى الروسى مشاورات مع بقية الأعضاء لتفعيل هذا النظام. 

وكأن روسيا كانت تشعر وقتها بأهمية هذا الموضوع، حيث إن إخراج روسيا من نظام سويفت البنكى العالمى كان أحد العقوبات الشديدة من قبل الولايات المتحدة والغرب ردا على الغزو الروسى لأوكرانيا فى 24 فبراير 2022. 

ووقتها أيضا بدأت الصين فى تطوير نظام الدفع الخاص بها والذى يسمى نظام المدفوعات عبر الحدود بين البنوك، وهو نظام بديل لسويفت ويسمى «CIPS».