قليلون هم الذين لا يستمتعون بمذاق الأجبان بأنواعها المتنوعة، والتي تحظى بشعبية واسعة بين الكثيرين.
وما قد يكون مفاجئًا للبعض هو أن حب الأجبان قد يكون مرتبطًا بالإدمان، وهو ما كشفت عنه دراسة أجراها علماء ونشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
فقد توصل العلماء إلى الأساس البيولوجي لهذا الإدمان، حيث تحتوي المنتجات التي تنتج عن هضم الأجبان في الجسم على مركب يُسمى "كازمورفين" (casemorphins).
يتشابه هذا المركب بنية مواد الأفيون ويتفاعل مع مستقبلات المواد الأفيونية في الدماغ وعند تناول هذه المواد، يحدث إطلاق هرمون الإندورفين (endorphins)، الذي يعزز الشعور بالسعادة.
إن تلك الآلية البيولوجية تلقي الضوء على سبب تفضيل الكثيرون لتناول الأجبان بشكل دائم، إذ يمكن أن يكون الشعور بالراحة والسعادة الذي ينتج عن تناولها جزءًا من الإدمان الذي يعتمد على التأثير البيولوجي لتلك المركبات.
الـ"كازمورفين" له تأثير يرتبط بنفس المستقبلات التي يرتبط بها المخدرات مثل الهيروين في الدماغ، مما يؤدي إلى إفراز الـ"دوبامين".
يُعتبر الدوبامين مركبًا ناقلًا عصبيًا رئيسيًا في الدماغ، ويُفعَّل عندما يشعر الأفراد بالسعادة والمتعة.
عندما يتفاعل الـ"كازمورفين" مع مستقبلات المواد الأفيونية في الدماغ، يحدث إطلاق للـ"إندورفين"، وهو هرمون يعمل كمسكن طبيعي للألم في الجسم.
وهذا، بدوره، يؤدي إلى إفراز الدوبامين، الذي يعزز المشاعر الإيجابية من المتعة والرضا.
يُظهر هذا الاتساق البيولوجي كيف يمكن أن يكون تناول الأجبان مرتبطًا بتحفيز نظام المكافأة في الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالراحة والسعادة.
تناول الطعام اللذيذ يُعتبر وسيلة فعّالة لزيادة مستوى الـ"دوبامين" في الدماغ، ويُظهر ذلك عند الانغماس في قطعة من البيتزا المحملة بالجبن، حيث يكون إطلاق المادة الكيميائية هو الكفيل بإحداث حالة من السعادة.
يأتي الـ"كازومورفين" من تحلل البروتين الموجود في الجبن، والذي يُعرف بـ"الكازين". عند هضم الكازين، يتم تقسيمه إلى بروتينات صغيرة تُسمى "الكازومورفين".
ويشير الباحثون الذين يدرسون الخصائص الإدمانية للجبن إلى أن محتواه الغني بالدهون قد يلعب دورًا في هذا الإدمان أيضًا.