قبل أيام قليلة، شهدت أوروبا حادثة صادمة هزّت الرأي العام، حيث قام شاب بإطلاق النار في جامعة تشيكية، مما أسفر عن وفاة 14 شخصًا وإصابة العديد من الآخرين.
الشاب الذي قام بهذا الهجوم الدموي يُدعى دايفيد كوزاك، وكان يدرس في جامعة تشارلز في براغ.
وقد وقعت هذه الحادثة المأساوية قبل يوم واحد من بداية إجازة أعياد الميلاد، حيث اقتحم كوزاك مؤسسته التعليمية بوحشية، سعيًا إلى قتل أكبر عدد ممكن من الطلاب، قبل أن ينهي حياته بنفسه. بعد الحادث، كشفت صحيفة "تيليغراف" عن منشورات مروّعة نشرها الشاب على حسابه الشخصي في تطبيق "تلغرام".
تلك اللحظات الرهيبة تثير العديد من الأسئلة حول أمان البيئة الجامعية وضرورة اتخاذ إجراءات أمنية إضافية لحماية الطلاب والموظفين. يعد هذا الحادث تذكيرًا مؤلمًا بضرورة معالجة قضايا الصحة النفسية والتحقق من سلامة الأفراد المحتملين لارتكاب أعمال عنف.
تتجدر الدعوة إلى التفكير في تعزيز التوعية حول الصحة النفسية في الجامعات وتوفير الدعم النفسي للطلاب، مع التركيز على خطط الطوارئ وتعزيز الأمان داخل الحرم الجامعي.
كوزاك، الذي يبلغ من العمر 24 عامًا، قد سجّل "مذكراته" على قناته في تلغرام قبل حادثة الهجوم المسلح، حيث عبر عن رغبته في تنفيذ عملية قتل جماعية كبيرة، ولم يتردد في التحدث عن إمكانية الانتحار أيضًا. في إحدى تلك المذكرات، كتب كوزاك: "أريد أن أقوم بهجوم مسلح على مدرسة وربما أقدم على الانتحار أيضاً".
وأشار الشاب إلى أنه دائمًا ما كان يحلم بالقتل ويرسم صورة مظلمة لنفسه في المستقبل. وفي تصريح يظهر حالة اضطرابه النفسي، قال إنه يشعر بوجود "فراشات تحلق داخل أذنيه بشكل مستمر"، مما يدفعه إلى الرغبة في "قتلع أذنيه". يعكس هذا السلوك النفسي المضطرب خطورة حالته النفسية والحاجة الملحة لتقديم الدعم والرعاية النفسية للأفراد الذين يظهرون علامات انزعاج خطير.
كما أشاد كوزاك بإلزناز غالايفيف، الذي قام بعملية هجوم مماثلة في مدرسته السابقة في روسيا وأسفرت عن مقتل 9 أشخاص في 2021. وعبّر عن إعجابه بفعل غالايفيف، مما يبرز خطورة تأثير الأحداث العنيفة على الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية.