يعتبر الدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة, كما أن الترس سبب لرد السهام، والماء سبب لخروج النبات من الأرض، ولهذا ينبغي على كل مسلم ومسلمة ترديد دعاء يوم الجمعة عسى أن يوافق ساعة الإجابة.
ونستعرض في هذا التقرير مجموعة من الأدعية التي يستحب لكل مسلم ترديدها في يوم الجمعة، ومنها:
اللهمَّ يا أكرم الأكرمين، نسألك بركتك وعطفك ولطفك وعافيتك وبرك ورحمتك وحبك، ونعوذ بك من تقلبات القلوب والأيام، ونسألك أن تعصمنا من المعاصي والآثام، وأن تشغلنا بخير ما يرضيك عنا يا رب العالمين.
اللهمَّ اكفنا ما أهمَّنا، وزوِّدنا بالتقوى، واغفر لنا، ووجِّهنا للخير أينما توجَّهنا يا أكرم من سُئل وخير من أجاب يا رب العالمين.
اللهمَّ إنا نسألك محوَ الذنوب، وستر العيوب، ولين القلوب، وتفريج الهموم، وتيسير الأمور، واكتب لنا خيرَي الدنيا ونعيم الآخرة يا رب العالمين.
اللهمَّ ارزقنا السعادة والستر والتوفيق والسداد في الأقوال والرشاد في الأفعال يا رب العالمين.
اللهمَّ اجعل أيامنا مملوءةً بالأجر مصحوبةً بالعافية مختومةً بالمغفرة، وارضَ اللهمَّ عنَّا فإنه ليس بعد الرضا إلا الجنة؛ فرضاك عنا خيرٌ من الدنيا وما فيها يا رب العالمين.
اللهمَّ فرِّج عنَّا ما ضاقت به صدورنا وعجز معه صبرنا وقلَّت فيه حيلتنا وضعفت له قوَّتنا، اللهمَّ اصرفْ عنَّا المرض ونار جهنم وفتنة القبر يا ربَّ العالمين.
دعاء يوم الجمعة قصير
اللهمَّ يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارزقنا رحمةً من عندك تُغننا بها عن رحمة مَن سواك يا أرحم الراحمين.
اللهم يا رازق السائلين، ويا غياث المستغيثين إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم ارزقنا رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ ولا تعب، واستجب دعاءنا من غير ردٍّ يا رب العالمين.
اللهم لك الحمد على حِلمك بعد علمك، ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك، لك الحمد كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره، اللهم إنا نحمدك بمحامدك كلها ما علمنا منها وما لم نعلم يا رب العالمين.
اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته وجهلته، وأستغفرك من كل الذنوب التي لا يعلمها غيرك، ولا يسعها إلا حلمك
اللهم إنا نسألك أن تريح قلوبنا وفكرنا، وأن تصرف عنا شتات العقل والتفكير، ربِّ إنَّ في قلوبنا أمورًا لا يعرفها سواك فحقِّقها لنا يا رحمن يا رحيم يا الله.
فضل الدعاء
وورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول " سمعت أنَّ الدعاء بعد فعل أيّ طاعة من الطاعات مُستجَاب؛ فما صحة هذا الأمر؟
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال ، إن الشرع بيَّن أنَّ هناك هيئاتٍ وأحوالًا وأمكنة وأزمنة يكون فيها الدعاء أقرب للقبول وأرجَى للإجابة، وأنها من نفحات الله تعالى على عباده؛ ومن مواطن استجابة الدعوات: خواتيم العبادات والطاعات.
ودلت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة وأفعال السلف على استحباب دعاء المسلم لنفسه ولمَن معه عقب الفراغ من العبادة رجاء القبول.
فمن ذلك: دعاء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عقب فراغه من بناء الكعبة في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127].
ودعاء امرأة عمران عليها السلام عقب نذرها ما في بطنها لله تعالى في قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [آل عمران: 50].
وقد جاء في خصوص الدعاء بالقبول للنفس والغير عقب الانتهاء من الصلاة: حديثُ ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ عِنْدَ الِانْصِرَافِ مِن الْجُمُعَةِ فَلْيَقُلْ: تَقَبَّلُ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ؛ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ أَدَّيْتُمُوهَا إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الحافظ أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" والديلمي في "مسند الفردوس".
واستحبت الشريعة للمسلمين أن يدعو بعضهم لبعض في خواتيم العبادات؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو للحاج عند تمام حجه، ولصائم رمضان عند فطره، وللتائب من الذنب عند توبته.