تعتبر الأوضاع في غزة في غاية الصعوبة والتعقيد، فبعد استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة لمدة 25 يومًا، دخلت كميات محدود جدًا من حاجات المواطنين في غزة، خاصة أن القطاع كان يدخله يوميًا فوق 200 شاحنة من المواد الغذائية والمواد الطبية، بحسب تعبير الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس.
نقص المواد البترولية يعمل على خروج المستشفيات عن الخدمة
وقال الرقب إن بجانب نقص المواد الغذائية هناك نقص كبير جدًا في المواد البترولية التي يرفض الاحتلال دخولها مما جعل كثير من المستشفيات تعلن أنها قد تخرج من الخدمة، وبالتأكيد كل هذا الأمر سيؤثر بشكل كبير جدًا على المرضى وتقديم الخدمات لهم وإنقاذ المصابين، وجثث الشهداء لأنه لا توجد لهم مكان في ثلاجة الموت حاليًا لذلك سيتم دفن جزء كبير جدًا منهم في مقابر جماعية كما حدث خلال الأيام الماضية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أننا على أبواب كارثة بيئية لأن نحو مليون و600 ألف نازحون في مدارس ومستشفيات ومراكز إيواء مكتظة جدًا بالسكان، واستمرار التقارب الكبير بين السكان سيؤدي إلى انتشار الأوبئة بشكل كبير جدًا، ونرى اليوم الكثير من الإصابات تنتشر بشكل كبير جدًا وخاصة في نهاية شهر الخريف وبدأ موسم الشتاء، مما ينذر ذلك بالخطر لأن غزة يسقط فيها كميات كثير من الأمطار خلال موسم الشتاء مما يعني أن من يقطنون الخيم سيكون لديه مشكلة كبيرة جدًا بشكل أساسي، وسيكون لديهم مشكلة في الوضع البيئي.
خالص الشكر لمصر على جهودها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
وتابع قائلًا أن مصر بذلت الكثير من الجهد كبير جدًا أولا في إدخال قدر المستطاع في إدخال المساعدات الطبية والمساعدات الإنسانية عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، كما تولت الأمم المتحدة الرعاية بشكل كامل وأيضًا بذلت جهد في إخراج الجرحى لتلقي العلاج في مستشفيات المصرية علي نفقة الحكومية المصرية، لذلك أقدم خالص الشكر لمصر علي هذا لمجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أبناء شعبنا الفلسطيني ونحن بحاجة إلى أكثر من ذلك.
متطوعين يريدون دخول مستشفيات غزة لإنقاذ أهالها
وأشار الرقب إلى أن مصر تبني الآن مستشفى ميداني بجانب معبر رفح ونتمنى أن تكون هناك فرصة لنقل المصابين وعلاجهم ثم يعودوا إلى غزة مرة أخرى، وهناك العديد من المتطوعين الذين وصلوا بالفعل إلى مستشفى الميداني على حدود معبر رفح وجزء منهم كان يتمنى أن يدخل إلى المستشفيات في غزة التى تكتظ بالإصابات لتقديم كافة اللوازم الطبية لهم وإنقاذ أهالها.
مصر تقدر من جانب الشعب الفلسطيني بأكمله
وأكد أن مصر تقدر من جانب الشعب الفلسطيني بأكمله، مما يعطي دلالة على اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني، وعندما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه لن يصمت على جوع وفقر وعوز أهالينا في غزة، هذا يعطي دلالة على محاولات جادة من مصر بالتخفيف على شعبنا الفلسطيني الذي يتصدى للاحتلال بأجساده الخالية من كل شيء إلا «الإرادة».
نصيب الفرد حبة تمر
وعبر الراقب بكل أسف «الأسر في فلسطين يكون نصيب الفرد منه هي حبة تمر واحدة أو رغيف واحد طول اليوم مع بعض الجرعات من المياه»، وذلك نتيجة الاحتلال الذي منع الكهرباء والماء والاتصالات التي يتم فصلها عدة ساعات ثم تعود ساعات أخرى، وبالتالي كل هذا الأمر كثير من المأساة والمعاناة التي يعشيها قطاع غزة.