القصة الكاملة لـ وفاة الملحن محمد رحيم بعد الاشتباه في الواقعة جنائيا

أثارت وفاة الفنان والملحن محمد رحيم جدلًا واسعًا وردود أفعال متباينة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع غياب إعلان موعد الجنازة حتى الآن.

ووفقًا لتقارير صحفية، تأخر الجنازة يعود إلى تحقيقات الجهات المختصة التي تُعاين جثمان الراحل بسبب الاشتباه في وجود شبهة جنائية وراء وفاته، حيث أفاد شقيقه بوجود كدمات وجروح على الجثمان، مما دفعه للتواصل مع السلطات.

وتعرض الراحل محمد رحيم، منذ أشهر لوعكة صحية خطيرة أدخلته العناية المركزة في يوليو الماضي، عُرف بمسيرته الفنية الغنية، إذ قدّم ألحانًا خالدة لعدد كبير من نجوم الطرب في مصر والوطن العربي.

وكانت زوجته، أنوسة كوتة، قد كشفت في وقتها عن حالته الصحية الحرجة، مؤكدة دعواتها له بالشفاء.

من هي أنوسة كوتة زوجة محمد رحيم؟

أنوسة كوتة تعد واحدة من أصغر مدربي الأسود في مصر، وتأتي من عائلة عريقة متخصصة في ترويض الحيوانات المفترسة، حيث يعود اسمها الحقيقي إلى محاسن، وهي ابنة مدرب الأسود الشهير مدحت كوتة، وحفيدة الأسطورة في عالم تدريب الأسود محاسن الحلو.

بدأت أنوسة شغفها بترويض الأسود في سن مبكرة جدًا، إذ دخلت هذا المجال وهي لا تزال في الرابعة من عمرها.

رغم ذلك، لم يكن هذا الشغف عائقًا أمام استكمالها لمسيرتها الأكاديمية، حيث حصلت على ليسانس الحقوق ودبلومة في القانون من جامعة القاهرة، كما حصلت على شهادة كمستشار تحكيم دولي.

ورغم مؤهلاتها الأكاديمية المتميزة، اختارت أنوسة متابعة شغفها في تدريب الأسود، لتصبح واحدة من أبرز الأسماء في هذا المجال.

قدمت عروضًا مميزة للسيرك في العديد من الدول حول العالم، محققة شهرة واسعة بفضل موهبتها وإتقانها لهذا الفن الفريد.

أزمات محمد رحيم قبل وفاته

وقبل أشهر قليلة، أعلن رحيم اعتزاله التلحين في خطوة مفاجئة، لكنه عاد وتراجع عنها استجابة لدعم جمهوره الكبير، وصرح في مقطع فيديو مؤثر نشره عبر "إنستجرام"، معبرًا عن امتنانه للحب الكبير الذي تلقاه من محبيه.

رغم نجاحاته الكبيرة وتأثيره في الوسط الغنائي، إلا أن محمد رحيم عانى من التهميش والتجاهل من بعض زملائه في المجال الفني.

ووفقًا لتصريحات أحد أصدقائه، كان الراحل يشعر بالاستياء لعدم منحه التقدير الكافي من بعض النجوم الذين عمل معهم. ورغم أن ألحانه كانت وراء العديد من النجاحات، إلا أن هؤلاء النجوم لم يذكروا اسمه بشكل كافٍ في حفلاتهم أو البرامج التلفزيونية التي يتحدثون فيها عن مسيرتهم الفنية.

كان رحيم دائم التساؤل: "لماذا لا يُعاملني الفنانون كما يعاملون زملائي؟ هل لأنني رجل طيب أم أن موهبتي أقل منهم؟".

هذا التهميش أثّر عليه نفسيًا، ورافقه شعور دائم بالحزن، خاصة عندما كان يرى الفنانين يقدمون الشعراء والملحنين الذين يعملون معهم على المسرح ويشيدون بهم، بينما لم يحصل هو على هذا الاعتراف.

هذه الضغوط النفسية كانت من أسباب إصابته بذبحة صدرية في يونيو الماضي، والتي استدعت نقله للمستشفى والبقاء في العناية المركزة لعدة أيام.

قبل وفاته، كان محمد رحيم يعمل على مشاريع فنية جديدة مع كبار النجوم مثل محمد منير، نانسي عجرم، ومايا دياب، لكنه لم يتمكن من إتمامها بسبب رحيله المفاجئ إثر أزمة قلبية في منزله وسط أسرته عن عمر ناهز 45 عامًا.

من هو محمد رحيم؟

محمد رحيم وُلد في ديسمبر 1979 وارتبط اسمه بالعديد من الأغاني الشهيرة التي أثرت في مسيرة أبرز نجوم الغناء، مثل "وغلاوتك" و"لو عشقاني" لعمرو دياب، و"أنا لو قلت" لمحمد فؤاد، و"مشاعر" لشيرين عبد الوهاب، و"60 دقيقة" لأصالة، و"يانا يانا" لتامر حسني، وكان دائمًا ملقبًا بـ"بليغ حمدي الجيل" تقديرًا لموهبته الاستثنائية وإبداعه.

ونعت نقابة المهن الموسيقية برئاسة مصطفى كامل الفقيد ببالغ الحزن والأسى، مؤكدة في بيان رسمي أنه كان رمزًا للفن الراقي والإبداع الموسيقي. ووصفته النقابة بأنه "فنان وإنسان عظيم، صاحب قلب طيب وأخلاق عالية"، معربة عن حزنها العميق لفقدانه.

وشهدت المسيرة الفنية لرحيم تعاونًا مع أهم الأسماء في عالم الغناء، بدءًا من عمرو دياب وحميد الشاعري في ألبوم "عودوني" عام 1998، وصولًا إلى نجوم مثل أصالة، أنغام، محمد حماقي، حسين الجسمي، إليسا، سميرة سعيد، ووردة الجزائرية، ما جعله علامة بارزة في تاريخ الموسيقى العربية. ورغم رحيله، ستبقى ألحانه شاهدة على إبداعه الذي لا يُنسى.