عندما يشعر الإنسان بالآلم والحزن العميق، قد يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره بكلمات مألوفة.
هذا هو الحال بالنسبة لـ"علي جاد الله"، المصور الذي يعمل في وكالة الأناضول في غزة.
في مكالمة هاتفية مع الإعلامي خيري رمضان في برنامج "حديث القاهرة"، كانت كلماته تحمل وزن الألم والعذاب الذي يشهده الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
في بداية حديثه، أعرب عن شكره العميق للدولة المصرية على موقفها الداعم والحاسم للشعب الفلسطيني.
لقد وجد في مصر دعمًا قويًا ومساندة حقيقية في ظل الأحداث المأساوية التي تعصف بغزة.
ومن خلال عمله كمصور، شدد على أنه يغطي جميع الأحداث في غزة، فهو شاهد على الكوارث التي تحدث هناك في الوقت الحاضر.
من خلال خبرته الطويلة في التصوير، لم يشهد ما يشهده الآن في غزة منذ عام 2008 وحتى اليوم، تزايدت الآلام والمعاناة بشكل لا يمكن تصوره.
ويصعب تصديق ما يحدث في غزة، فالواقع يتجاوز كل خيال.
ومن خلال تواصله مع المؤسسات المدنية، أكد أن الوضع هناك يمكن وصفه بأنه كارثي.
وعندما تحدث عن تجربته الشخصية في هذه الأحداث المأساوية، لم يكن بوسعه إيجاد الكلمات المناسبة. أثناء تصويره جنازة مسعف في مستشفى الشفاء في غزة، اكتشف بصدمة وفاة أفراد عائلته جراء قصف إسرائيلي للمنزل الذي كان يعيش فيه وأصبح الآن ركامًا.
خلف الكاميرا، كان دائمًا يحاول توثيق الأحداث وإطلاق العالم على ما يحدث في غزة.
ولكن عندما واجه مصيرًا مريرًا، بوفاة تسعة من أفراد أسرته، كان مضطرًا للوقوف أمام الكاميرا بنفسه ومواجهة العالم بمشهد وفاة عائلته.
كانت صدمة حقيقية تجاوزت قوته على التعبير عنها بكلمات.
إن قصة علي جاد الله تذكرنا بأهمية ودور الإعلام والتصوير في توثيق الوعي العالمي وإيصال الحقائق.
فهو يعمل وراء الكاميرا ليعكس الواقع المؤلم والصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة. وبالرغم من الألم الذي يشعر به، فإنه يستمر في مهمته، مؤكدًا على ضرورة إظهار الحقيقة للعالم وإيصال صوت الضحايا.
قصة "علي جاد الله" هي قصة شجاعة وإصرار، فبالرغم من مصابه الجسدي والعاطفي، يستمر في توثيق الأحداث والأوضاع القاسية التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
وإن وجوده خلف الكاميرا يشكل نوعًا من الشهادة الحية على معاناة الشعب ومأساته.