يتأثر الجهاز التنفسي العلوي بنزلات البرد، وهي عدوى معدية تنتقل بسهولة وتؤثر على الأنف والحلق والجيوب الأنفية والقصبة الهوائية.
ويكثر حدوث حالات الإصابة بنزلات البرد خصوصًا خلال فصل الشتاء ومع التغيرات الجوية.
تظهر أعراض نزلات البرد عادة على مراحل مختلفة، وتشمل المراحل الشائعة المبكرة والنشطة والمتأخرة.
في المرحلة المبكرة (من 1 إلى 3 أيام)، قد تشعر بحرقة في الحلق خلال يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة.
ويعاني نحو نصف الأشخاص المصابين بنزلات البرد من التهاب في الحلق كأحد أعراضهم الأولية.
وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى في هذه المرحلة العطس، وسيلان الأنف، واحتقان الأنف، والسعال، والبحة في الصوت.
في المرحلة النشطة (من 4 إلى 7 أيام)، تزداد الأعراض شدةً أو تصل إلى ذروتها.
بالإضافة إلى الأعراض المذكورة في المرحلة الأولى، قد تواجه آلامًا في الجسم، وصداعًا، وسيلانًا في العيون والأنف، وتعبًا، وارتفاعًا في درجة الحرارة (وهو أكثر شيوعًا لدى الأطفال).
في المرحلة المتأخرة (من 8 إلى 10 أيام)، تبدأ عادةً أعراض نزلات البرد في التلاشي، فقد يكون لديك حرية واضحة في هذه المرحلة، ولكن قد تستمر بعض الأعراض.
ويعاني بعض الأشخاص من سعال مزعج يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى شهرين بعد الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
إذا تفاقمت الأعراض، يُنصح بزيارة الطبيب قد تكون قد أصبت بعدوى معقدة أو مضاعفات أخرى، مثل التهاب الشعب الهوائية أو التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الرئة.
تستخدم المضادات الحيوية لمكافحة الالتهابات التي تسببها البكتيريا، ولكنها غير فعالة في علاج نزلات البرد نظرًا لأنها ناتجة عن فيروسات.
وتُعد نزلات البرد من الأمراض الفيروسية الشائعة، وتسببها مجموعة متنوعة من الفيروسات، مثل فيروسات الرشح والأدينوفيروس والكورونا.
المضادات الحيوية لا تمتلك تأثيرًا على الفيروسات ولا تستطيع التصدي لها، لكنها تعمل على قتل البكتيريا أو منع تكاثرها، ولذلك فهي غير فعالة في علاج الإصابة بفيروس البرد.
ومع ذلك، قد يحدث في بعض الأحيان أن يتعرض الأطفال المصابون بنزلات البرد لمضاعفات ناجمة عن البكتيريا، مثل التهاب الأذن البكتيري أو التهاب الجيوب الأنفية أو الالتهاب الرئوي، ففي هذه الحالات، قد يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية لعلاج هذه الأمراض المصاحبة التي تنشأ عن التهاب ثانوي ناجم عن البكتيريا.
من الضروري أن يتم استخدام المضادات الحيوية بحذر وفقًا لتوجيهات الطبيب، وعدم استخدامها بشكل عشوائي أو غير مبرر، حيث يمكن أن تؤدي سوء استخدام المضادات الحيوية إلى مشاكل صحية أخرى مثل زيادة مقاومة البكتيريا للعلاج وتفاقم المشكلة على المدى الطويل.