عادةً ما يُعتبر سم الكائنات الطبيعية شديد السمية ومميتًا، ولكن يبدو أن هناك بعض المصادر التي يمكن أن تساهم في تعزيز الصحة بشكل فعلي.
استخدمت السموم القاتلة الموجودة في الثعابين والعناكب وتنانين كومودو في الطب لعلاج العديد من الحالات، مثل جلطات الدم والنوبات القلبية على المدى الطويل، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
فوائد سم الثعابين:
أظهرت الدراسات العلمية أن سم الأفعى البرازيلية، التي تُعد واحدة من أخطر الثعابين في العالم، يمكن أن يشكل أساسًا للأدوية التي تنقذ الحياة.
وفي الواقع، يوصي المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية البريطاني باستخدام هذا السم في علاج ارتفاع ضغط الدم.
وقد ساهم استخدام سم الأفعى الجرسية القزمية والأفعى ذات القشور المنشارية في تطوير أدوية مثل إبتيفيباتيد وتيروفيبان، والتي تستخدم لعلاج آلام الصدر ومشاكل القلب، وذلك بدون الخطر المرتبط بالنزيف الإضافي.
فوائد سم التنين الكومودو:
تمتلك سحالي التنين الكومودو، والتي تُعتبر أكبر سحلية على وجه الأرض، غددًا تحتوي على سموم تخفض ضغط الدم وتمنع التجلط.
ويُعتقد أن سم أفعى الحفرة يساعد في علاج تخثر الدم المفرط. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر سموم السحالي مصادر ثرية للجزيئات النشطة بيولوجيًا الجديدة، ويمكن استخدامها في تصميم الأدوية وتطوير مركبات علاجية.
فوائد سم العناكب:
حاليًا، يعمل العلماء على المرحلة الثانية من التجارب السريرية لاختبار دواء مُستخلص من سم العنكبوت البرازيلي على الرجال الذين خضعوا لجراحة إزالة البروستاتا بسبب السرطان، بهدف علاج مشاكل القدرة الجنسية لديهم.
وفي حال نجاح هذه التجارب، ستُجرى مزيد من الاختبارات وتطبيقها فالمستشفيات للحصول على الموافقات اللازمة لاستخدامها على نطاق أوسع.
وأكد الخبراء أن المركب الموجود في سم العنكبوت يعمل بفاعلية دون أن يكون سامًا، حيث لم يتم اكتشاف أي تأثير سام لهذا المركب في مجرى الدم.
بهذه الطريقة، يتضح أن السموم القاتلة الموجودة في الكائنات الطبيعية يمكن أن تكون لها فوائد مذهلة في مجال الطب.
وعلى الرغم من خطورتها، تم استخلاص مكونات هذه السموم واستخدامها في تطوير أدوية فعالة لعلاج العديد من الحالات الصحية.
إن هذه الاكتشافات المدهشة تفتح الباب أمام مجالات جديدة للبحث والابتكار في مجال العلاج الطبي، وتؤكد أن الطبيعة لديها القدرة على تقديم الحلول حتى في أماكن لا نتوقعها.