تشير الأبحاث الحديثة إلى أن انتشار مرض التوحد أعلى بكثير مما كان يُعتقد في السابق.
فقد تم تقدير أن هناك ما بين 435,700 إلى 1,197,300 شخص في إنجلترا قد يكونون مصابين بالتوحد ولم يتم تشخيصهم بعد.
هذه الأرقام تشير إلى أن عدد الأشخاص المتأثرين بهذا المرض يفوق بكثير التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى وجود حوالي 700,000 شخص مصاب بالتوحد في المملكة المتحدة.
وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة لانسيت، فإن الأشخاص الذين يعانون من التوحد، خاصة الإناث والنساء، قد يواجهون صعوبة في الحصول على تشخيص صحيح.
يُشير ذلك إلى أن أعداد المصابين قد تكون أكبر بكثير مما هو معروف حاليًا.
تعد درجة تعقيد مرض التوحد وتنوع الأعراض المصاحبة له من العوامل التي تجعل تشخيصه صعبًا.
ويتبع المتخصصون تعريفات محددة لتشخيص هذا المرض، ولكن قد يتم تجاهل أو تفسير بعض الأعراض بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص أو عدم تشخيصه تمامًا.
من بين الأعراض غير الشائعة التي يمكن أن يواجهها الأشخاص المصابون بالتوحد هي الشعور بسوء الهم.
فعادةً ما يشعرون بعدم الفهم والتباس من قبل الآخرين، ويشعرون بأنهم قد يكونوا قد أساؤوا لشخص ما دون قصد أو ارتكبوا أخطاء اجتماعية خطيرة دون علمهم.
بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه بعض الأشخاص المصابين بالتوحد صعوبة في المحادثات غير الرسمية والحفاظ عليها.
يجدون صعوبة في المحادثات غير الرسمية والتواصل العفوي، وقد يظهر هذا العرض بشكل واضح في المواقف التي يجدون أنفسهم فيها مضطرين للتحدث أو إجراء محادثات قصيرة.
علاوة على ذلك، يمكن أن يشعروا بالاضطراب عندما يتعطل روتينهم اليومي.
يعاني مرضى التوحد من قلة المرونة وصعوبة تعديل الروتين، وهذا يجعلهم يصابون بالاضطراب العاطفي.
يعتبر هذا الاضطراب واحدًا من سمات مرض التوحد، حيث يتأثر المرضى بشدة عندما يتغير روتينهم المعتاد.
بشكل عام، فإن زيادة الوعي والتفهم حول مرض التوحد مهمة جدًا.
يجب على الجمهور والمجتمع الطبي والمعلمين والمهنيين المعنيين أن يكونوا على دراية بالأعراض المميزة للتوحد وأن يعملوا على تحسين سبل التشخيص والدعم للأشخاص المتأثرين بهذا المرض.
علاوة على ذلك، ينبغي أن يتم توفير الموارد اللازمة للأشخاص المصابين بالتوحد وعائلاتهم، بما في ذلك الدعم النفسي والعلاج السلوكي والتعليم المناسب. يجب أن تكون هناك مبادرات للتوعية وتقديم المعلومات الصحيحة حول التوحد، وضمان توفر الخدمات اللازمة لتحسين نوعية حياة الأشخاص المتأثرين بهذا المرض.
في النهاية، يجب أن نعمل معًا كمجتمع لزيادة الوعي والتفهم حول مرض التوحد، وتحسين الدعم والرعاية المقدمة للأشخاص المصابين به.
يستحق الأفراد المتأثرون بالتوحد فرصة عادلة للمشاركة الكاملة في المجتمع وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.