أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة ساري في بريطانيا أن هناك ارتباطًا بين العمر واستخدام الإنترنت، حيث زادت احتمالية إدمان الشباب على الإنترنت كلما كانوا في سن أصغر، وتقلص هذا الاتجاه مع تقدمهم في العمر.
وأوضحت الدراسة أن اختراع التمرير اللانهائي على وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى ظهور إدمان غير متوقع على الإنترنت.
قام الباحثون بإجراء استطلاع لآراء 796 مشاركًا في الدراسة بهدف تحديد مشكلة استخدام الإنترنت والإدمان المحتمل، وتبين أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 24 عامًا يقضون في المتوسط ست ساعات على الإنترنت، بينما يقضي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 24 عامًا متوسط أربع ساعات فقط.
استنادًا إلى إجابات الاستطلاع، تم تصنيف مستخدمي الشاشة إلى خمس مجموعات.
ووجد المستخدمون العاديون، الذين يشكلون حوالي 14% من المشاركين ويبلغ متوسط أعمارهم 33 عامًا، أنفسهم يستخدمون الإنترنت لأغراض محددة ويقومون بتسجيل الخروج بدون تأخير، ولم تظهر عليهم أي علامات للإدمان ولم يكونوا مهتمين بتجربة تطبيقات جديدة.
كما وجد المستخدمون الأوائل - الذين يشكلون 22% من المشاركين ويبلغ متوسط أعمارهم 26 عامًا - أنفسهم يقضون وقتًا أطول على الإنترنت مما خططوا له في البداية ويهملون المهام المنزلية لصالح الشاشات.
أما القائمون على التجربة، الذين يشكلون حوالي 21% من المشاركين، فقد شعروا بعدم الراحة أو القلق عندما لا يكونون متصلين بالإنترنت.
ووصف الباحثون المجربين، الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و24 عامًا ويشكلون النسبة الأعلى في الدراسة، بأنهم يشعرون بالتحسن بمجرد الدخول إلى الإنترنت وكانوا أكثر انفتاحًا على تجربة تطبيقات جديدة.
أظهر المدمنون المنكرون، الذين يشكلون حوالي 17% من المشاركين، نمطًا مختلفًا تمامًا. وجد هؤلاء المستخدمون نفسهم يقضون وقتًا طويلًا جدًا على الإنترنت، حتى يتجاوز الحد المناسب، ويشعرون بالتوتر والقلق عندما يكونون بعيدين عن الإنترنت.
وقد يتجاوز هؤلاء المدمنون المنكرون حدودهم الشخصية والاجتماعية بسبب استخدامهم المفرط للإنترنت، ويمكن أن يعانوا من انعزال اجتماعي وصحة عقلية ضعيفة.
وتشير الدراسة إلى أن الشباب يواجهون مخاطر أكبر للاستخدام المفرط للإنترنت والإدمان عليه، وذلك جزئيًا بسبب توافر التكنولوجيا بشكل واسع وسهولة الوصول إلى الأجهزة الذكية والإنترنت.
ولفت الباحثون إلى أنه من المهم توعية الشباب والأهل والمعلمين بمخاطر الاستخدام المفرط للإنترنت وتحفيزهم على الحصول على توازن صحي في استخدام الإنترنت وتخصيص وقت للأنشطة الأخرى غير الشاشة.
كما يمكن تقديم الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يعانون من إدمان الإنترنت من خلال خدمات العلاج والاستشارة المتخصصة.