الرجال يشعرون بأعراض الحمل.. هل متلازمة كوفاد حقيقية؟

من المعروف أن النساء يعانين من أعراض الحمل مثل الغثيان الصباحي، الإرهاق، وتقلبات الشهية. 

لكن ما قد يبدو غريبًا هو أن بعض الرجال قد يمرون بأعراض مشابهة خلال فترة حمل زوجاتهم. 

تُعرف هذه الظاهرة باسم متلازمة كوفاد أو "الحمل التعاطفي"، حيث يعاني الرجل من أعراض مثل الغثيان، التقيؤ، زيادة الوزن، والتعب دون أن يكون حاملًا بالفعل. لكن هل هذه الحالة حقيقية أم مجرد وهم نفسي؟

وفقًا لدراسة أردنية نُشرت عام 2018 في المجلة الأمريكية لصحة الرجال، فإن هذه المتلازمة ليست مجرد خرافة، حيث أظهرت الدراسة أن 59.1% من الآباء المنتظرين يعانون منها، خاصة في المجتمعات التي تُقدّر دور الأبوة المبكرة والعائلة.

متى تبدأ الأعراض؟

تشير الأبحاث إلى أن هذه الأعراض قد تبدأ خلال الثلث الأول من الحمل، تضعف حدتها في الثلث الثاني، ثم تعود بقوة في الثلث الأخير.

لماذا تحدث هذه المتلازمة؟

رغم عدم وجود تفسير قاطع لهذه المتلازمة، إلا أن الباحثين أشاروا إلى عدة عوامل قد تلعب دورًا في حدوثها، منها:

التغيرات الهرمونية:

يؤكد الدكتور سانجاي جارج، استشاري الصحة العقلية، أن الرجال الذين تكون زوجاتهم حوامل قد يواجهون تغيرات في مستويات الهرمونات، مثل: ارتفاع هرمونات البرولاكتين والإستراديول والكورتيزول، وانخفاض هرمون التستوستيرون.

 هذه التقلبات قد تكون مسؤولة عن بعض الأعراض الجسدية والعاطفية المشابهة للحمل.

العوامل النفسية:

قد يؤدي الترابط العاطفي القوي مع الشريكة الحامل إلى استجابة جسدية تشبه الحمل. القلق والتوتر بشأن مسؤولية الأبوة قد يظهران على شكل أعراض جسدية.

التأثيرات الثقافية والاجتماعية:

في بعض المجتمعات، يكون دور الأب مهمًا جدًا خلال الحمل، مما قد يجعله يشعر بأنه "جزء" من التجربة الحقيقية، مما يحفز هذه الأعراض لديه.

أعراض متلازمة كوفاد الشائعة

تشمل الأعراض التي قد يعاني منها الرجال المصابون بهذه المتلازمة:

اضطرابات الجهاز الهضمي: الغثيان، القيء، الحموضة، تغيرات الشهية.

زيادة أو فقدان الوزن بشكل غير مبرر.

آلام جسدية غير واضحة الأسباب: مثل الصداع، آلام الظهر، أو آلام الأسنان.

إرهاق مزمن واضطرابات في النوم.

تقلبات مزاجية، قلق، اكتئاب.

كيف يتعامل الأزواج مع هذه المتلازمة؟

التوعية والاعتراف بالحالة: كثير من الرجال لا يدركون أن ما يشعرون به له تفسير طبي، وقد يعتقدون أنها مجرد أوهام.

التواصل والدعم المتبادل: التحدث مع الشريكة الحامل عن المشاعر والتجربة يساعد في تقليل التوتر.

العناية بالصحة النفسية: يمكن أن تساعد الاستشارة النفسية أو العلاج السلوكي في التعامل مع التوتر والقلق.

اتباع نمط حياة صحي: ممارسة الرياضة، الأكل المتوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن تخفف من الأعراض.

هل الحمل التعاطفي خطر؟

متلازمة كوفاد ليست حالة مرضية خطيرة، لكنها قد تؤثر على جودة حياة الرجل خلال فترة حمل شريكته.

 لذا، فإن التوعية والدعم النفسي يلعبان دورًا أساسيًا في التعامل معها لضمان تجربة حمل مريحة لكل من الأم والأب المنتظر.