هل للسحر دور في التفريق بين الأزواج؟.. دار الإفتاء توضح الحقيقة

تلقّت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول وجود السحر في العصر الحالي، وما إذا كان ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية يدل على استمرارية وجوده وتأثيره، أم أنه كان موجودًا في الماضي فقط، كما في قصة هاروت وماروت وسحرة فرعون. وجاء رد دار الإفتاء مفصلاً حول تعريف السحر وحقيقته، وموقف الشريعة منه، وحكم تعلمه وتعليمه، وجزاء الساحر.

تعريف السحر وحقيقته:

عرّفت دار الإفتاء السحر في اللغة بأنه كل ما لطف مأخذه وخفي، مشيرة إلى أنه قد يكون خداعًا أو شعوذة أو صناعة علمية خفية يعرفها البعض ويجهلها الأكثرون. 

وأوضحت أن السحر قد يكون تخييلاً يخدع الأعين، كما ورد في القرآن الكريم: ﴿يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66]. وأشارت إلى أن بعض المؤرخين يرون أن سحرة فرعون استخدموا مواد مثل الزئبق لإيهام الناس بأن الحبال والعصي تتحول إلى حيات تسعى.

موقف الشريعة من السحر:

استشهدت دار الإفتاء بآيات قرآنية تؤكد وجود السحر، مثل قوله تعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 102]، مشيرة إلى أن السحر قد يستخدم للتفريق بين المرء وزوجه أو لإلحاق الضرر بالآخرين، ولكن ذلك لا يحدث إلا بإذن الله. كما ذكرت أن السحر يعتبر من الكبائر الموبقات، كما جاء في الحديث النبوي: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ»، ومنها السحر.

هل للسحر حقيقة وتأثير؟

اختلف العلماء حول حقيقة السحر، فذهب جمهور أهل السنة إلى أن له حقيقة وتأثيرًا، بينما رأى المعتزلة وبعض أهل السنة أنه مجرد خداع وشعوذة. واستدل الجمهور بآيات قرآنية مثل: ﴿سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ﴾ [الأعراف: 116]، مؤكدين أن للسحر تأثيرًا على النفس، ولكنه لا يحدث إلا بمشيئة الله.

حكم تعلم السحر وتعليمه:

أشارت دار الإفتاء إلى أن تعلم السحر وتعليمه محرم عند جمهور العلماء، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ﴾ [البقرة: 102]. 

وذكرت أن بعض العلماء رأوا أن تعلم السحر مباح إذا كان لدفع ضرره، ولكن الرأي الراجح هو تحريمه لارتباطه بالكفر والشعوذة.

جزاء الساحر:

أوضحت دار الإفتاء أن الساحر يعاقب شرعًا، حيث اتفق السلف على وجوب قتله إذا ثبتت ممارسته للسحر، خاصة إذا أدى إلى إلحاق الضرر بالآخرين. 

وذكرت أن بعض الفقهاء يرون أن الساحر يكفر بسحره، بينما يرى آخرون أنه لا يكفر إلا إذا اعتقد بفعل السحر دون إذن الله.

الخلاصة:

اختتمت دار الإفتاء ردها بالتأكيد على أن المسلم يجب أن يكون قوي الإيمان، ويعلم أن النافع والضار هو الله وحده. 

وأشارت إلى أن السحر قد يكون له تأثير في الواقع، ولكن ذلك لا يحدث إلا بإذن الله، وأن على المسلم أن يتجنب السحر والسحرة ويعتمد على الله في دفع الضرر.