أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" تعمل على إعادة تشكيل جيشها، حيث تمكنت من إطلاق نحو 14 صاروخًا في الأسبوعين الأخيرين بعد فترة من الهدوء النسبي.
كما أسفرت المواجهات الأخيرة عن سقوط 10 جنود إسرائيليين في بيت حانون الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن العميد الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي قوله: "نحن في وضع أصبحت فيه وتيرة إعادة بناء حماس أسرع من وتيرة القضاء عليها من قبل قوات الاحتلال" مضيفًا أن "محمد السنوار يدير كل شيء".
ويُعتبر محمد السنوار الشقيق الأصغر لزعيم حماس السابق يحيى السنوار (الذي اغتاله الاحتلال في أكتوبر 2023) العقل المدبر لعمليات المقاومة حاليًا.
وأشار التقرير إلى أن قيادة حماس حاولت تشكيل مجلس قيادي جماعي بعد استشهاد يحيى السنوار لكن أعضاء الحركة في غزة اختاروا العمل بشكل مستقل تحت قيادة محمد السنوار وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "نحن نعمل بجد للعثور عليه".
وكان محمد السنوار، الذي يقود لواء خان يونس، العقل المدبر وراء عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، والتي أدت إلى إطلاق سراح شقيقه الأكبر يحيى السنوار في صفقة تبادل أسرى عُرفت باسم "صفقة شاليط" أو "وفاء الأحرار".
ويُعتقد أن محمد السنوار الذي يبلغ من العمر نحو 50 عامًا، أقل شهرة من شقيقه الأكبر حيث لم يقضِ فترة طويلة في سجون الاحتلال.
ويُعتبر هو وعز الدين حداد، رئيس المكتب العسكري لحماس في شمال غزة، الزعيمين الحاليين للحركة.
ووفقًا لرسائل اطلعت عليها الصحيفة، قال محمد السنوار للوسطاء: "حماس في موقف قوي للغاية لإملاء شروطها في المفاوضات".
وأضاف في رسالة أخرى: "إذا لم تكن الصفقة شاملة لإنهاء معاناة جميع سكان غزة، فإن حماس ستواصل قتالها".
وأشارت دراسة أجراها هيو لوفات في مركز الأبحاث التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى أن مقاتلي حماس يختبئون أثناء الهجمات الإسرائيلية ثم يستعيدون السيطرة بسرعة بعد انسحاب قوات الاحتلال.
من جانبه، قال العميد الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن قادة حماس يتم تجديدهم بسرعة تفوق قدرة إسرائيل على اغتيالهم.
الشبح محمد السنوار:
يُعتبر محمد السنوار لاعبًا رئيسيًا في حرب العصابات التي تعتمد عليها حماس حاليًا.
وانضم هو وشقيقه يحيى إلى حماس في سن مبكرة لكن محمد ظل أقل بروزًا، مما أكسبه لقب "الظل".
ورغم فقدان حماس ما بين 6000 إلى 7000 من أعضائها إلا أنها استقطبت آلافًا من العناصر الجدد تحت قيادة محمد السنوار، حيث انضم نحو 4000 مقاتل جديد للحركة في الشهر الماضي وحده، وفقًا للباحث الإسرائيلي يوني بن مناحيم.