في قاعة محكمة الأسرة، تتصاعد حدة الصراع وتتلاقى الاتهامات بين الأزواج والزوجات، وتشهد هذه الأروقة حكايات مأساوية ومتشابكة لخلافات زوجية عنيفة تصل في بعض الأحيان إلى حد العنف الجسدي واللجوء إلى الشرطة للمساعدة.
ويبحث الأزواج والزوجات عن حلول واستعادة حقوقهم، ويتم تقديم العديد من الدعاوى والشهادات المدهشة التي تكشف تفاصيل خلافاتهم الزوجية.
إحدى هذه القضايا هي قضية رحاب، التي تقدمت بدعوى طلاق للضرر ضد زوجها "م. ص"، سبب الخلاف يعود إلى رغبة زوجها الملحة في إنجاب ولد، بعدما أنجبت رحاب أربع بنات بالفعل.
تمارس الزوجة ضغوطًا غير مقبولة عليها لتلبية رغباته، وصل الأمر إلى حد تسممها وتعريض حياتها للخطر.
لذا قررت رحاب اللجوء إلى قاعة المحكمة للمطالبة بالانفصال وفصلها عن زوجها، بعد أن تعرضت لأضرار جسيمة جراء إصراره على إنجابها طفلًا ذكرًا.
مشكلة رحاب تجسدت في دعوى الطلاق للضرر التي رفعتها ضد زوجها، حيث تراوحت بين رغبتها في الاستقلال والحرية، وبين رغبة زوجها العنيدة في تحقيق رغباته الشخصية، فشل تفاهمهما وعدم إحترام الزوج لرغبات وقدر الزوجة، أدى إلى تفاقم الأزمة وانهيار العلاقة الزوجية.
لقد عاشت رحاب أيامًا من الحزن والبكاء في كل مرة تلد فيها فتاة، فقد أصبحت ذلك اليوم هو أسوأ يوم في حياتها.
على الرغم من إبلاغ رحاب زوجها بعدم رغبتها في الإنجاب مرة أخرى، إلا أنه أصر بإصرار متعنِّت على تحقيق أمنيته في إنجاب ولد، تصاعدت المشاكل والخلافات بينهما حول هذه القضية المثيرة للجدل، ووصلت الأمور إلى حد الكارثة عندما توفي الجنين في رحم الزوجة وتسبب لها في تسمم خطير.
استمرت حالتها الصحية والنفسية في التدهور لعدة أشهر، حتى قرررت أخيرًا الانفصال عن زوجها واللجوء إلى المحكمة لرفع دعوى طلاق للضرر ضده.