مع دخول فصول الشتاء، تصبح نزلات البرد من أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال، حيث يتعرض الأطفال بشكل خاص لالتهابات الجهاز التنفسي بسبب التغيرات في درجات الحرارة والتعرض لفيروسات الشتاء.
في هذه الفترة من العام، ينتقل الفيروس بسهولة بين الأفراد، ويصاب الأطفال بنزلات البرد بشكل أسرع نظرًا لضعف جهاز المناعة لديهم.
لذا، من المهم أن يتبع الأهل بعض النصائح والإجراءات الوقائية لتقليل فرص إصابة الأطفال بنزلات البرد والحفاظ على صحتهم.
خلال السطور التالية، سنتعرف على أهم النصائح لحماية الأطفال من نزلات البرد، وكيفية تعزيز مناعتهم خلال موسم الشتاء، إضافة إلى بعض العادات اليومية التي تساعد في الوقاية من الأمراض المعدية.
تعد التغذية السليمة من أهم العوامل التي تساهم في تعزيز مناعة الأطفال وحمايتهم من نزلات البرد.
يجب أن يتضمن النظام الغذائي للأطفال العديد من العناصر الغذائية التي تدعم جهاز المناعة مثل الفيتامينات (خاصة فيتامين C وD)، والمعادن مثل الزنك، والحديد. يمكن الحصول على هذه العناصر من الفواكه والخضروات الطازجة، مثل البرتقال، والفراولة، والبروكلي، والسبانخ، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم، والأسماك، والبيض.
كما يمكن للأطفال تناول مشروبات دافئة مثل شاي الأعشاب (كالزنجبيل أو البابونج) التي تعزز من صحتهم وتساعد على تخفيف أعراض البرد في حال الإصابة.
من أبرز الأسباب التي تزيد من فرص إصابة الأطفال بنزلات البرد هي التعرض للهواء البارد لفترات طويلة. يجب أن يحرص الآباء على أن يرتدي الأطفال ملابس دافئة عند الخروج في الطقس البارد.
يفضل ارتداء طبقات متعددة من الملابس لتوفير عزل حراري مناسب، مع ضرورة ارتداء القبعات، والأوشحة، والقفازات لتغطية الرأس واليدين، حيث تعتبر هذه الأجزاء الأكثر تعرضًا للبرد.
من جانب آخر، ينبغي أيضًا عدم إبقاء الأطفال في الأماكن المغلقة لفترات طويلة دون تهوية جيدة، لأن تجمع الهواء الملوث في الأماكن المغلقة يمكن أن يؤدي إلى انتشار الجراثيم والفيروسات.
من أهم العوامل التي تساهم في انتشار نزلات البرد بين الأطفال هو تلامسهم مع الأسطح الملوثة بالفيروسات أو ملامسة الأيدي للوجه.
لذلك، يجب تعليم الأطفال غسل أيديهم بشكل منتظم وبطريقة صحيحة، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام.
يمكن للأهل أن يكونوا قدوة لأطفالهم من خلال اتباع هذه العادة في حياتهم اليومية.
يجب استخدام صابون سائل وماء دافئ، والتأكد من غسل الأيدي لمدة لا تقل عن 20 ثانية للوصول إلى أعلى درجات النظافة.
كما يفضل تجنب لمس الوجه قدر الإمكان، خاصة منطقة الأنف والفم والعينين.
إحدى الطرق المهمة لحماية الأطفال من نزلات البرد هي تقوية جهاز المناعة لديهم.
يمكن للأهل مساعدتهم على ذلك من خلال تضمين بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين C، وفيتامين D، والزنك، لكن يجب استشارة الطبيب قبل بدء أي مكملات لتحديد الجرعة المناسبة.
أيضًا، يُنصح بتشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق يوميًا لمدة 30 دقيقة على الأقل، حيث يساعد ذلك على تقوية جهاز المناعة وتحسين الدورة الدموية.
يعتبر النوم الجيد أحد العوامل الأساسية التي تسهم في تقوية جهاز المناعة وحماية الجسم من الإصابة بالأمراض. يحتاج الأطفال إلى قسط كافٍ من النوم لراحة الجسم وتجديد النشاط. في فصل الشتاء، حيث تزداد فرص الإصابة بالأمراض، يجب أن يكون الطفل على دراية بأهمية النوم الجيد وضرورة النوم في بيئة دافئة ومريحة.
يجب أن يحصل الأطفال على 9 إلى 12 ساعة من النوم يوميًا حسب عمر الطفل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الراحة الجيدة في تعزيز قدرة الجسم على مكافحة الفيروسات والبكتيريا.
تعد العدوى من أكثر أسباب الإصابة بنزلات البرد، لذا يجب تجنب تجمعات الأطفال في الأماكن المغلقة، خاصة إذا كان هناك شخص مصاب بالبرد أو بالإنفلونزا.
يجب تعليم الأطفال عدم ملامسة الآخرين عند الإصابة بنزلات البرد، والابتعاد عن التواجد في الأماكن التي بها العديد من الأشخاص الذين قد يكونون حاملين للفيروسات.
يعد شرب السوائل بكثرة من الطرق البسيطة والمهمة لحماية الأطفال من نزلات البرد، حيث يساعد ذلك على ترطيب الجسم وتقليل جفاف الحلق، الذي قد يزيد من فرصة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي. يمكن تقديم الماء أو العصائر الطازجة للأطفال بشكل دوري طوال اليوم.
كما أن شرب الحساء الدافئ يساعد أيضًا في تعزيز الصحة العامة.
يعد التطعيم ضد الإنفلونزا من الإجراءات الوقائية المهمة التي يمكن أن تساعد في حماية الأطفال من نزلات البرد وأعراضه الشديدة. يتوافر تطعيم الإنفلونزا للأطفال في مراكز الرعاية الصحية، ويُنصح بأخذه سنويًا، خاصة في بداية فصل الشتاء.
من الضروري أن يتم تجنب التدخين في المنزل أو بالقرب من الأطفال. إن استنشاق الأطفال للدخان الناتج عن السجائر أو النرجيلة يضعف من قدرتهم على مقاومة الأمراض، ويزيد من فرص إصابتهم بنزلات البرد والأمراض التنفسية الأخرى.
يُنصح الآباء بتهوية المنزل جيدًا والحفاظ على بيئة صحية للأطفال.
إذا ظهرت على الطفل أعراض البرد أو الإنفلونزا مثل السعال المستمر، والحمى، أو فقدان الشهية، يجب زيارة الطبيب فورًا.
يمكن للطبيب تقديم النصائح والعلاج المناسب لحالة الطفل، خاصة إذا كانت الأعراض شديدة أو استمرت لفترة طويلة.
الخلاصة
تعد نزلات البرد من الأمراض الشائعة التي يمكن الوقاية منها باتباع بعض العادات الصحية البسيطة.
من خلال الاهتمام بالتغذية الجيدة، الحفاظ على دفء الطفل، وتعزيز مناعته، يمكن تقليل فرص الإصابة بنزلات البرد وحماية الأطفال من مضاعفات الأمراض الشتوية.
من خلال التعاون بين الأهل والطفل، يمكن تخفيف الآثار السلبية لنزلات البرد وضمان الحفاظ على صحة الأطفال في هذه الفترة من العام.