أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإيمان الحقيقي يكمن في شعور العبد برؤية الله له في كل مكان وزمان، وأن هذا الوعي العميق هو أحد أعظم عوامل الحماية من الوقوع في المعاصي.
واستشهد في ذلك بحديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم رواه الإمام الطبراني، مشيرًا إلى أن إدراك العبد لوجود الله معه يجعله أكثر اتزانًا وتحصينًا ضد الشهوات والأخطاء.
وفي حلقة برنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، بيّن الشيخ عويضة أن من يدرك أن الله يراه باستمرار سيبتعد عن كل حرام، فاليقين بوجود الله يُنمي الخوف والخشية في قلب المؤمن، مما يحفظه من التورط في المعاصي مهما كانت الظروف.
واستدل الشيخ بقصة رمزية عن رجل وامرأة كانا وحيدين في الصحراء، وحين فكر الرجل في معصية الله، نبهته المرأة بسؤالها "أين الله؟"، لتذكره بأن الله مطلع عليه في كل لحظة. وأشار الشيخ عويضة إلى أن مثل هذه القصص توضح كيف يكون استحضار رقابة الله دافعًا قويًا للتراجع عن ارتكاب المعاصي.
وأكمل الشيخ عويضة بقوله إن الشهوات قد تضغط على الإنسان وتضعف إرادته أحيانًا، لكنه في هذه اللحظات يستطيع المؤمن أن يستعيد طاقته الإيمانية بذكر الله ويقول كما قال نبي الله يوسف عليه السلام: "معاذ الله"، ما يجعله يتغلب على وساوس الشيطان.
وأوضح أيضًا أن الشيطان غالبًا لا يُغري الإنسان بارتكاب المعصية دفعة واحدة، بل يبدأ بخطوات بسيطة، متدرجًا من أمور صغيرة حتى يقوده إلى الأخطاء الكبيرة، ولهذا يجب على المؤمن أن يتجنب أولى خطوات الشيطان ويتحلى باليقظة الدائمة ليحمي نفسه من الانزلاق.