في ظل تزايد حالات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا الموسمية خلال الموسم الحالي، حذر الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، من استخدام حقن البرد المنتشرة في الصيدليات، مؤكداً على خطورتها الشديدة وضررها المحتمل على صحة الأفراد. وفي تصريحاته الخاصة، أوضح عبدالغفار أن هذه الحقن، التي يعتقد البعض أنها تعالج نزلات البرد، في الواقع لا تقدم أي فائدة طبية حقيقية، بل قد تكون لها آثار جانبية خطيرة تصل إلى الوفاة في بعض الحالات.
أكد عبدالغفار أن حقن البرد، التي تتضمن مكونات مثل المسكنات، الكورتيزون، والمضادات الحيوية، لا تعالج نزلات البرد أو الإنفلونزا الموسمية، بل قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
وأضاف أن هذه الحقن قد لا تكون مناسبة لبعض الفئات، مثل المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو الحوامل، نظراً لما تحتويه من مكونات قد تكون ضارة في هذه الحالات.
وأشار إلى أن وزارة الصحة، بالتعاون مع هيئة الدواء المصرية، قامت بإطلاق حملات تفتيشية على الصيدليات لمراقبة تداول هذه الحقن والحد من انتشارها.
كما شدد عبدالغفار على ضرورة التوعية حول الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية في علاج نزلات البرد والإنفلونزا، موضحاً أن هذه الأدوية لا تعد فعّالة ضد الفيروسات المسببة للأمراض الموسمية.
وأوضح أن علاج نزلات البرد يعتمد بشكل أساسي على الراحة التامة وتناول السوائل الدافئة، بينما يحتاج علاج الإنفلونزا إلى إشراف طبي وتناول أدوية مضادة للفيروسات يتم وصفها من قبل الطبيب بناءً على حالة المريض.
كما حذر عبدالغفار من الخلطات الشعبية التي تستخدمها بعض الأسر لعلاج نزلات البرد، خاصة تلك التي تحتوي على أعشاب قد تكون غير آمنة. ودعا إلى ضرورة اتباع التوجيهات الطبية وتجنب الاعتماد على العلاجات غير الموثوقة أو العشوائية، حيث يمكن أن تؤدي هذه الخلطات إلى آثار جانبية خطيرة.
وفيما يتعلق بأي تحورات محتملة للإنفلونزا الموسمية، نفى الدكتور حسام عبدالغفار وجود أي تغيرات فيروسية جديدة في مصر حالياً، مؤكداً أنه في حال حدوث أي تحور للفيروسات المسببة للإنفلونزا، سيتم الإعلان عنها بشكل فوري للمتابعة واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
إن الوقاية من الإنفلونزا ونزلات البرد لا تتم عبر العلاجات العشوائية مثل حقن البرد أو المضادات الحيوية، بل من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية الصحيحة مثل الراحة الكافية، تناول السوائل، والحصول على العلاج المناسب تحت إشراف طبي. وتظل التوعية الصحية هي الأساس في مواجهة هذه الأمراض الموسمية، مما يتطلب التعاون بين المؤسسات الصحية والمواطنين لضمان الصحة العامة وسلامة الجميع.