لا تزال أصداء أزمة هدم قبة مستولدة محمد علي باشا الكائنة بمنطقة مقابر الإمام الشافعي في حي الخليفة بمحافظة القاهرة، مستمرة ومتصاعدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ورصد عدد من رواد "السوشيال ميديا" والمهتمين بالتراث والآثار المصرية، صورا ترصد عملية هدم قبة مستولدة محمد علي باشا، معبرين عن غضبهم من هذا الإجراء لما لهذا المبنى من أهمية كبيرة ودلالة من الدلالات التاريخية على عصر الأسرة العلوية.
ونستعرض خلال السطور التالية أهم المعلومات عن مستولدة محمد علي باشا وتوقيت بنائها ومن هي صاحبة تلك القبة التي أثارت جدلا واسعا خلال الساعات الماضية.
تعود القبة إلى نام شاذ قادين وهي من أبرز زوجات محمد علي باشا الكبير، مؤسس مصر الحديثة ووالدة الأمير محمد عبد الحليم باشا.
وتشير الكتب التاريخية المهتمة بهذه الحقبة التاريخية، إلى أن نام شاذ قادين، كانت إحدى جاريات الوالي محمد علي وارتقت مكاناتها بين نساء الحرملك لتحمل لقب قادين أفندي، وتزوجت محمد علي باشا عقب ذلك لتنجب له نجله الأمير محمد عبد الحليم باشا.
وتعد قبة "نام شاذ قادين" تحفة معمارية وشاهدًا بارزًا على تاريخ الأسرة العلوية في مصر.
بنيت القبة لتكون رمزًا لمكانتها الاجتماعية والسياسية، وتتميز بتصميم معماري فريد يجمع بين فنون العمارة الإسلامية التقليدية والابتكارات الجديدة في ذلك الوقت.
تزين القبة زخارف إسلامية رائعة ونقوش بالخط العربي تعكس جماليات الفن الإسلامي في أبهى صوره.
ولم تحدد كتب التاريخ والمراجع التاريخية، التوقيت الدقيق لبناء قبة مستولدة محمد علي باشا نام شاذ قادين، إلا أن صاحبة القبة توفيت عام 1869 ميلاديا.
وتشير التقديرات إلى أن القبة بُنيت قبل وفاة نام شاذ قادين، بل أشرفت بنفسها على بنائها، وبالتالي يعود تاريخ بناء القبة إلى أكثر من 155 عامًا.
وتعتبر القبة تجسيدًا للقوة والثراء التي ميزت الأسرة العلوية خلال القرن التاسع عشر، وتمثل جزءًا من التراث الثقافي المصري، كما كانت مقصدًا سياحيًا للمهتمين بالتاريخ والفن الإسلامي، مما يجعلها شاهدًا على ازدهار العمارة الإسلامية في تلك الفترة.
المستولدة حسب قواميس اللغة العربية، هي من أتت بولد سواء من الزواج أو بملك اليمين.
والقادين، في الأصل، كانت جارية، لكنها ارتقت إلى مكانة أعلى من غيرها من نساء الحرملك، وهو النظام المتبع في السلطنة العثمانية.
كانت المرأة التي تحظى بهذا اللقب تُسمى "قادين" أو خليلة الخديو، وتمنح لقب "قادين أفندي"، حيث تُخصص لها جوارٍ لخدمتها وتُرسل لها الهدايا القيمة كنوع من التدليل. في بعض الأحيان، قد تصبح هذه المرأة زوجة للخديو أو أمًا لولي العهد.
وكان يحرص محمد علي باشا، على تسجيل جميع أبنائه من الجواري في سجل خاص وسري، وتضمن هذا السجل أسماء 11 جارية و30 طفلًا، منهم 17 ولدًا و13 بنتًا.