5 أمراض خطيرة قد تصيبك بسبب قلة الحركة

قلة الحركة ونمط الحياة المستقرة أصبحت مشكلة صحية متزايدة في المجتمع الحديث.

 مع الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في العمل والترفيه، يجد الكثير من الناس أنفسهم يقضون ساعات طويلة جالسين دون حركة تذكر، سواء كان ذلك في المكتب، السيارة، أو حتى في المنزل أمام شاشات التلفاز وأجهزة الكمبيوتر.

رغم أن قلة الحركة قد تبدو غير مؤذية في البداية، إلا أن آثارها طويلة الأمد على الجسم والعقل قد تكون مدمرة. 

الحركة والنشاط البدني ليسا مجرد وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية، بل هما أساس الصحة العامة والعافية. 

عندما نتحرك، نعزز من كفاءة أجهزة الجسم المختلفة مثل الجهاز الدوري والعضلي والعصبي، كما نحسن المزاج ونقلل من التوتر.

في هذا السياق، سنلقي نظرة على خمسة أمراض قد تصيبك نتيجة قلة الحركة والنشاط البدني، موضحين خطورة هذه الأمراض وكيف يمكن أن تؤثر على جودة حياتك على المدى الطويل.

1. أمراض القلب والأوعية الدموية

قلة الحركة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. 

الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون في الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم. كما أن قلة النشاط البدني تؤثر سلبًا على نسبة الكوليسترول في الدم، حيث ترتفع مستويات الكوليسترول السيئ (LDL) وتنخفض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL). هذه التغيرات تزيد من احتمال الإصابة بتصلب الشرايين، وهو ما قد يؤدي إلى نوبات قلبية أو سكتات دماغية.

عندما يتحرك الجسم، يحفز الجهاز الدوري ليعمل بكفاءة، مما يساعد على تحسين تدفق الدم وتقوية عضلة القلب. 

بدون هذه الحركة، يتعرض القلب والأوعية لضغط أكبر مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى تدهور وظيفتها وزيادة احتمالات الأمراض المرتبطة بالقلب.

2. داء السكري من النوع الثاني

قلة الحركة تعتبر أحد أهم العوامل المساهمة في تطور داء السكري من النوع الثاني.

 عندما لا يتحرك الجسم بشكل كافٍ، يتباطأ معدل الأيض ويصبح الجسم أقل قدرة على استخدام الجلوكوز (السكر) كمصدر للطاقة، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم. 

بالإضافة إلى ذلك، النشاط البدني يساعد في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم.

البقاء في حالة من السكون لفترات طويلة يقلل من قدرة الجسم على استجابة الأنسولين، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكري. الوقاية من هذا المرض يمكن أن تكون بسيطة بزيادة مستويات الحركة اليومية، مثل ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة كالمشي أو ركوب الدراجات.

3. السمنة

قلة الحركة هي السبب الرئيسي لزيادة الوزن والسمنة.

 عند الجلوس لفترات طويلة دون حرق كميات كافية من السعرات الحرارية، يخزن الجسم هذه الطاقة الزائدة في شكل دهون. 

ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى تراكم الوزن بشكل غير صحي وزيادة في نسبة الدهون في الجسم.

السمنة بدورها تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم.

 كما أنها تؤثر على المفاصل وتزيد من خطر الإصابة بأمراض المفاصل مثل التهاب المفاصل.

 التحكم في الوزن يبدأ بالحركة والنشاط البدني المنتظم، حيث يمكن من خلاله تحقيق التوازن بين السعرات الحرارية المستهلكة والمحروقة.

4. آلام الظهر والمفاصل

البقاء في وضعيات ثابتة لفترات طويلة، خاصة الجلوس، يؤثر بشكل كبير على صحة العمود الفقري والمفاصل.

 عند الجلوس بشكل غير صحيح أو لفترات طويلة، تتعرض عضلات الظهر والعمود الفقري لضغط مستمر، مما يؤدي إلى آلام الظهر المزمنة. 

كما أن قلة الحركة تؤدي إلى ضعف العضلات والمفاصل، مما يزيد من خطر الإصابات عند محاولة القيام بحركات مفاجئة أو حمل أشياء ثقيلة.

الحركة المنتظمة تساعد في تقوية العضلات ودعم المفاصل، مما يقلل من الضغط عليها ويحسن مرونتها. بالإضافة إلى ذلك، التمارين التي تعزز قوة العضلات الأساسية تساعد في دعم العمود الفقري والوقاية من مشاكل الظهر المزمنة.

5. الاكتئاب والقلق

قلة الحركة لا تؤثر فقط على الصحة البدنية، بل لها تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية أيضًا. الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطًا بدنيًا بانتظام هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.

 الحركة تعزز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، التي تساعد في تحسين المزاج والشعور بالرفاهية.

عندما يبقى الشخص غير نشط لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالعزلة والتوتر وزيادة مستويات القلق. 

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعتبر واحدة من أكثر الطرق فعالية لتحسين الصحة النفسية ومكافحة الاكتئاب والقلق. حتى التمارين الخفيفة مثل المشي يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تحسين المزاج وزيادة مستويات الطاقة.

كيفية الوقاية

الوقاية من هذه الأمراض تبدأ بتبني نمط حياة نشط.

إليك بعض النصائح للحفاظ على نشاطك اليومي:

- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حتى لو كانت بسيطة مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.

- تجنب الجلوس لفترات طويلة، وحاول التحرك كل ساعة على الأقل.

- ممارسة التمارين التي تعزز من قوة العضلات وتحافظ على مرونة المفاصل.

- مراقبة النظام الغذائي لتجنب زيادة الوزن والوقاية من السمنة.

- العناية بالصحة النفسية من خلال ممارسة الرياضة وتقليل التوتر.

الجدير بالذكر أن قلة الحركة قد تبدو أمرًا غير مضر في البداية، لكنها قد تكون السبب وراء تطور العديد من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على جودة الحياة.

 من أمراض القلب والسكري إلى السمنة والآلام المزمنة، يمكن لتجنب الحركة أن يكون له آثار سلبية كبيرة على الصحة. 

تبني نمط حياة نشط هو الحل الأمثل للحفاظ على الجسم والعقل بصحة جيدة، والوقاية من هذه الأمراض.

الصورة عن القلب
الصورة عن النوبة القلبية
الصورة عن مرض السكر
الصورة عن صعوبة الحركة
الصورة عن التهاب المفاصل
الصورة عن أسباب توقف القلب المفاجئ