تمكنت المخابرات العامة المصرية خلال فترة الصراع المصري مع إسرائيل، من الإيقاع بعدد كبير من الجواسيس الذين كانوا يعملون لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد".
الجاسوس هو شخص يعمل في السر وتحت هويات مزيفة لجمع معلومات حساسة، سواء عن العمليات العسكرية أو الأمور الاستراتيجية لدولة ما، وذلك بهدف نقلها إلى العدو.
يتجسسون سواء في أوقات الحرب أو السلم بهدف تعزيز قدرات الدولة التي يعملون لحسابها.
إحدى أبرز إنجازات المخابرات العامة المصرية هي الكشف عن قصص عدد من أشهر الجواسيس الذين عملوا لصالح إسرائيل.
هؤلاء الجواسيس تم إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم، أو في بعض الحالات تم تبادلهم مع أسرى مصريين.
من خلال جهود المخابرات المصرية، تم فضح مخططاتهم وإحباط أنشطتهم التي كانت تهدف إلى زعزعة الأمن القومي المصري.
شهدت مصر عبر تاريخها العديد من المحاولات للتجسس عليها، خاصة في ظل الصراع المستمر مع إسرائيل منذ قيام دولة الكيان الصهيوني عام 1948.
ومنذ ذلك الوقت، كانت إسرائيل تسعى لاختراق الجبهة المصرية عبر تجنيد جواسيس يعملون لصالح "الموساد"، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.
ومع ذلك، استطاعت المخابرات العامة المصرية إحباط العديد من هذه المحاولات عبر القبض على عدد من أشهر الجواسيس الإسرائيليين الذين حاولوا اختراق الأمن المصري.
1. إيلي كوهين – الجاسوس الأسطوري
إيلي كوهين يعتبر واحدًا من أشهر جواسيس "الموساد" على الإطلاق، بالرغم من أن مهمته الرئيسية كانت في سوريا وليس في مصر.
جواسيس يهود
كوهين كان يهوديًا مصريًا مولودًا في الإسكندرية عام 1924.
انضم إلى الحركة الصهيونية وسافر إلى إسرائيل، حيث تم تدريبه على العمل الاستخباراتي.
كوهين تم تجنيده للتجسس في سوريا تحت هوية رجل أعمال سوري ثري يُدعى كامل أمين ثابت.
نجح في التسلل إلى أعلى مستويات السلطة في سوريا خلال فترة الستينيات، ونقل معلومات حيوية لإسرائيل.
ورغم أن مصر لم تكن مستهدفته المباشرة، إلا أن خلفيته المصرية وتدريبه المكثف جعلاه أحد أشهر العملاء الذين حاولوا اختراق الجبهات العربية.
كوهين أُعدم في دمشق عام 1965.
2. مارسيل نينو – عضوة خلية لافون
مارسيل نينو كانت واحدة من أعضاء "خلية لافون"، وهي مجموعة تجسس إسرائيلية تم تجنيدها لتنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية داخل مصر في أوائل الخمسينيات. نينو، التي كانت يهودية مصرية، قامت مع أعضاء الخلية بتفجير مراكز ثقافية ودور سينما في القاهرة والإسكندرية بهدف توريط الحكومة المصرية وإفشال علاقتها بالدول الغربية.
جواسيس يهود
تم الكشف عن أعضاء الخلية عام 1954 بعد أن تم القبض على عدد منهم وهم يحاولون تنفيذ عملية تفجير أخرى.
حُكم على معظمهم بالإعدام، بينما حصلت نينو على حكم بالسجن.
أُطلق سراحها بعد سنوات في إطار تبادل أسرى مع إسرائيل.
3. جون دارلينج– الجاسوس ذو القناع الثقافي
في الستينيات، تم القبض على الجاسوس البريطاني جون دارلينج، الذي كان يعمل لصالح "الموساد" في مصر.
دارلينج كان يعمل تحت غطاء خبير ثقافي في القاهرة، ولكن تبين فيما بعد أنه يمد إسرائيل بمعلومات حساسة حول القدرات العسكرية المصرية والتحركات الاستراتيجية.
تم إلقاء القبض عليه ومحاكمته بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
4. سليمان حاييم – جاسوس متخفٍ في الجيش المصري
سليمان حاييم كان أحد الجواسيس اليهود الذين تم تجنيدهم لصالح "الموساد" خلال حرب 1967.
كان يعمل في الجيش المصري كضابط صف، واستطاع أن يمد الموساد بمعلومات حول تحركات القوات المصرية وخططها خلال الحرب.
تم اكتشاف أمره بعد أن تم القبض عليه وهو يحاول تهريب معلومات عسكرية سرية خارج البلاد.
حكم عليه بالإعدام وتم تنفيذه.
5. فيكتور ليفي – الجاسوس الاقتصادي
فيكتور ليفي كان واحدًا من الجواسيس الذين ركزوا على جمع المعلومات الاقتصادية عن مصر.
تم تدريبه على كيفية تحليل البيانات الاقتصادية والاستراتيجية الخاصة بالاقتصاد المصري بهدف تقديم معلومات دقيقة حول البنية التحتية المصرية وخطط التنمية، والتي كانت تستهدف استنزاف الموارد المصرية لصالح إسرائيل.
تم القبض عليه في أوائل السبعينيات، حيث كان يحاول تهريب معلومات اقتصادية هامة إلى إسرائيل.
ليفي أُعدم بعد محاكمته.
6. أبراهام دار– قائد شبكة الجاسوسية في مصر
أبراهام دار هو ضابط في الجيش الإسرائيلي وجاسوس محترف تم إرساله إلى مصر لتجنيد شبكة من العملاء داخل البلاد.
عمل دار على تجنيد عدد من المواطنين المصريين الذين كانوا يحملون الجنسية اليهودية للقيام بعمليات تخريبية داخل مصر، وتمكن من تأسيس شبكة تجسس كبيرة. ولكن المخابرات المصرية كانت تراقبه وأعضاء شبكته، وفي النهاية تم القبض على دار وأفراد الشبكة، حيث تم إعدامهم أو سجنهم بعد محاكمات.
7. العملاء المصريين اليهود في "خلية لافون"– فضيحة الجواسيس الصهيونية
خلية لافون كانت واحدة من أشهر شبكات التجسس التي أرسلتها إسرائيل إلى مصر، وتتألف في الأساس من يهود مصريين تم تجنيدهم لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في أوائل الخمسينيات.
الخلية كانت تستهدف الإساءة لعلاقة مصر مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا.
تم القبض على معظم أعضاء الخلية وإعدامهم بعد محاكمات علنية كشفت دور إسرائيل في هذه الأنشطة التخريبية.
8. يولندا هارمر – جاسوسة الصحافة
يولندا هارمر، التي كانت تُعرف أيضًا باسم يولاندا جونسون، كانت صحفية مصرية يهودية تم تجنيدها من قبل "الموساد" للحصول على معلومات من الدوائر الدبلوماسية والصحفية في مصر.
جواسيس يهود
استغلت علاقاتها الواسعة في القاهرة لجمع المعلومات ونقلها إلى إسرائيل.
تم اكتشاف أمرها في النهاية، واعتُقلت بتهمة التجسس. قضت فترة في السجن قبل إطلاق سراحها في إطار تبادل للأسرى مع إسرائيل.
تاريخ الجاسوسية الإسرائيلية ضد مصر مليء بالأحداث المثيرة، فقد اعتمدت إسرائيل على تجنيد جواسيس من مختلف الخلفيات والجنسيات، بما في ذلك يهود مصريين. ومع ذلك، تمكنت المخابرات العامة المصرية من التصدي لهذه المحاولات بمهارة عالية وكفاءة، ما أدى إلى الكشف عن العديد من الجواسيس والقبض عليهم، وبالتالي حماية الأمن القومي المصري في لحظات تاريخية حساسة.