خلال كلمته في مؤتمر الأهرام الرابع للدواء، أكد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أن الهيئة تمكنت من توفير الأدوية بنسبة 85%، مع التوقعات بتحقيق تغطية كاملة بنسبة 100% خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار إلى أن أسعار الأدوية ستحدد بشكل عادل، مشددًا على ضرورة وضع استراتيجية واضحة على غرار ما تفعله الدول الأخرى.
وأضاف الغمراوي أن الدواء ليس مجرد صناعة فحسب، بل هو أيضًا استثمار يجب أن تؤخذ قوانينه في الاعتبار عند وضع سياسات الاستثمار.
وأوضح أن تجارة الدواء، فوائد البنوك، والاستثمار في هذا القطاع يجب أن تدخل ضمن الحسابات الخاصة بتطوير هذه الصناعة، مشيرًا إلى أهمية تحديث أنظمة تسجيل الأدوية لضمان سرعة التسجيل في فترة تتراوح بين 6 إلى 8 شهور. وأكد أن هذا التحديث سيساهم في منع تهريب الأدوية والتأكد من صلاحيتها، خاصة مع تفعيل نظام التتبع الدوائي لتحسين عملية الإنتاج في مصر.
وتابع أن مؤتمر الأهرام للدواء يعد من الفعاليات الهامة في قطاع الدواء المصري، إذ يوفر منصة لتبادل الخبرات ومناقشة القضايا الأساسية التي تؤثر على سوق الدواء.
وأشاد بالدورات السابقة للمؤتمر التي أثبتت فعاليتها من خلال التوصيات التي تم تنفيذها بنجاح، وساهمت في معالجة العديد من التحديات التي تواجه هذا القطاع.
وشدد الغمراوي على التزام هيئة الدواء المصرية بتبني السياسات التي تعزز ازدهار القطاع الدوائي المحلي، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني تماشيًا مع الرؤية السياسية لمصر.
واستعرض جهود الهيئة في التنسيق المستمر مع شركاء الصناعة لضمان الجودة والفعالية في جميع المستحضرات الدوائية المتداولة. وتابع مشيرًا إلى أن الهيئة تقوم بتفتيش دقيق على الخامات المستخدمة في الإنتاج، والتفتيش على المصانع للتأكد من الالتزام بممارسات التصنيع الجيدة، بالإضافة إلى إجراء فحوصات عشوائية على الأدوية لضمان صلاحيتها.
كما أكد الغمراوي على دعم الهيئة للشراكات المحلية والدولية في قطاع الدواء، مشيرًا إلى أهمية نقل التكنولوجيا التصنيعية المتقدمة لبناء كوادر مصرية قادرة على الابتكار والتطوير. وبيّن أن الهيئة تعمل على تعزيز تصدير الأدوية المصرية وفتح أسواق جديدة إقليميًا ودوليًا من خلال مذكرات التفاهم والتعاون المشترك مع الهيئات المماثلة في دول أفريقية، عربية، وأمريكا اللاتينية مثل كوبا، بالإضافة إلى مناقشة تعاون مع دول آسيوية وأوروبية.
وأشار أيضًا إلى حرص هيئة الدواء المصرية على تلبية المعايير العالمية التي تضعها منظمة الصحة العالمية، مما يعزز مكانة مصر كجهة تنظيمية معترف بها على المستوى الإقليمي والدولي. وأكد أن هذه الجهود لاقت تقديرًا من عدد من الدول الأفريقية الشقيقة التي تعتمد على القرارات التنظيمية للهيئة المصرية.
وفي الختام، شدد الغمراوي على أهمية تبني استراتيجيات توطين وتعميق الصناعة الدوائية في مصر، مستندًا إلى القدرات الصناعية الهائلة التي شهدت نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. وأوضح أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي الدوائي إقليميًا، مشيرًا إلى إطلاق مبادرة جديدة لتوطين المواد الخام، والتي تهدف إلى تحقيق استقرار في إمدادات الأدوية وحماية الأمن الدوائي المصري من أي تقلبات مستقبلية.