وقع زلزال صباح الجمعة، 27 سبتمبر 2024، في تمام الساعة 7:36 صباحًا بتوقيت القاهرة، بلغت قوته 5 درجات على مقياس ريختر، وعلى عمق 10 كيلومترات. تمركز الزلزال على بُعد 570 كيلومترًا شرق سد النهضة و140 كيلومترًا من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في منطقة الأخدود الإثيوبي، التي تعتبر جزءًا من امتداد الأخدود الأفريقي العظيم.
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن هذا الزلزال ليس الأول من نوعه في هذه المنطقة، حيث سبق أن وقع زلزال آخر في 8 مايو 2023 بقوة 4.4 ريختر، وكان الأقرب من حيث الموقع لسد النهضة على مدار المائة عام الماضية، حيث وقع على بُعد أقل من 100 كيلومتر منه.
وأوضح الدكتور شراقي أن سد النهضة يحتوي حاليًا على 60 مليار متر مكعب من المياه، ما يعادل 60 مليار طن من الوزن، وهو ما يُشكل ضغطًا هائلًا على القشرة الأرضية الهشة في إثيوبيا، خاصة في ظل وجود الفوالق والشقوق الجيولوجية الناتجة عن الأخدود الأفريقي. وعلى الرغم من أن الزلزال الأخير لم يقع بشكل مباشر بجوار السد، إلا أن تكرار مثل هذه الهزات الأرضية قد يسبب تهديدًا مستقبليًا لاستقرار السد.
وأشار إلى أن سد النهضة أصبح يشكل "قنبلة مائية" منذ انتهاء الملء الأول، حيث قد يؤدي أي خلل إلى كارثة، وإن لم يحدث ذلك في الوقت الحالي، فإن الخطر يظل قائمًا لسنوات قادمة.
وأضاف أن منطقة الأخدود الأفريقي، التي تقسم إثيوبيا، تعد من أكثر المناطق تعرضًا للزلازل والبراكين في أفريقيا. وأرفق توضيحًا على خريطة تُظهر مواقع الزلازل التي ضربت المنطقة خلال القرن الماضي، مع توضيح قوة كل زلزال عبر أحجام الدوائر.
كما أوضح شراقي أن سد النهضة يُفرغ حاليًا نحو 400 مليون متر مكعب يوميًا باتجاه السودان ومصر، وهو ما قد ينخفض إلى 300 مليون متر مكعب الأسبوع المقبل. وقد أدى ذلك إلى استقرار كمية المياه المخزنة في السد عند 60 مليار متر مكعب، وارتفاع مستوى بحيرة السد إلى 638 مترًا فوق سطح البحر.