شهد الوسط الفني المصري صدمة كبيرة بعد وفاة الطفل رضا، ابن مطرب الأغنية الشعبية إسماعيل الليثي، في حادث مأساوي وقع قبل ساعات من بدء العام الدراسي الجديد.
بدلا من أن يرافقه أهله إلى المدرسة، ودعته أسرته إلى مثواه الأخير بعد أن سقط من الطابق العاشر خلال لهوه في منزل جدته.
سقط الطفل، البالغ من العمر 9 سنوات، من أعلى الأريكة الموجودة أسفل نافذة المنزل، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في رأسه.
وعلى الرغم من نقله إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة فور وصوله متأثراً بجراحه. وكشفت التحريات أن الطفل كان يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
يطرح العديد من التساؤلات حول كيفية تأثير اضطراب فرط الحركة على سلوكيات الأطفال ومخاطرها.
يوضح المتخصصون أن حالة رضا قد تتكرر مع 30% من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب، خاصة في حال عدم علاجهم بشكل مناسب.
د. نور أسامة، استشاري تعديل السلوك وعضو المجلس القومي للطفولة والأمومة، أشار إلى أن الاضطراب السلوكي ليس له أسباب محددة حتى الآن.
ولفت إلى أهمية إجراء اختبار ADHD بعد سن الخامسة لتحديد حالة الطفل بدقة وتحديد العلاج المناسب.
وشرح د. أسامة أن الأطفال المصابين بالاضطراب قد يتصرفون باندفاع، مما يعرضهم لمخاطر جسيمة مثل إيذاء أنفسهم أو حتى الوفاة نتيجة تصرفاتهم غير المدروسة، مثل استخدام أدوات حادة أو الاقتراب من أماكن خطرة.
في السياق ذاته، قالت د. سهام حسن، أخصائية نفسية، إن الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة غالباً ما يفتقرون إلى السيطرة على عواطفهم، مما يؤدي إلى تصرفات متهورة.
وأكدت أن النشاط الزائد وعدم القدرة على التركيز قد يؤديان إلى سلوكيات قد تضر بالطفل وبمن حوله.
وشددت على أهمية رفع وعي الأسر حول كيفية التعامل مع الطفل المصاب بهذا الاضطراب، ووضع خطط مناسبة في المدرسة للمساعدة في تقليل الأعراض النفسية وتحسين سلوكيات الطفل.
أضافت د. حسن أن هناك حالات قد تصل فيها الأعراض النفسية للطفل إلى حد الانتحار، خاصة إذا لم يتم علاج الاضطراب. في حال استمر الاضطراب مع الطفل دون علاج، يمكن أن تتفاقم الأعراض وتظهر ميول انتحارية بنسبة 30% من الأطفال المصابين.
تُظهر هذه الحادثة المؤلمة ضرورة زيادة الوعي حول الاضطرابات السلوكية وأهمية الدعم النفسي والعلاج المناسب للأطفال الذين يعانون منها، لضمان سلامتهم وتجنب مثل هذه المآسي في المستقبل.