شهدت مستشفيات أسوان ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المواطنين المترددين عليها بسبب أعراض الإسهال، القيء، والغثيان، مما دفع وزارة الصحة والسكان إلى التدخل السريع.
قام وزير الصحة، خالد عبد الغفار، بإرسال فريق مركزي من قطاع الطب الوقائي إلى أسوان للتحقيق في سبب انتشار هذه الأعراض بين المواطنين.
من جانبه، علق رئيس الوزراء مصطفى مدبولي على الوضع قائلاً إن الأعراض تبدو كإصابات نزلات معوية، مؤكدًا متابعة التطورات بشكل دقيق.
أوضح مدبولي أن يوم الأربعاء الماضي استقبلت مستشفيات أسوان 200 حالة، وغادر أغلبهم بعد تلقي العلاج، ولم يتبق سوى 43 حالة تحت المتابعة.
تحقيقات حول مياه الشرب والأطعمة
ظهرت شكوك مبدئية حول أن تكون مياه الشرب الملوثة هي السبب وراء هذه الإصابات.
وبناءً على ذلك، تم إرسال فرق متخصصة لتحليل عينات من 103 محطة مياه في أسوان، وقد أظهرت التحليلات أن المياه سليمة ومطابقة للمعايير الصحية.
بناءً على هذه النتائج، تم توجيه الشكوك نحو الأطعمة التي يتم بيعها من قبل الباعة الجائلين أو المطاعم، حيث يُحتمل أن يكون الطعام الملوث هو السبب في الأعراض المنتشرة.
احتجاجات الأهالي وقطع الطرق
ورغم تأكيدات الحكومة بأن المياه آمنة، قام بعض الأهالي في أسوان بالاحتجاج، معبرين عن قلقهم إزاء استمرار انتشار الأعراض دون تحديد واضح للسبب. وصلت الاحتجاجات إلى حد قيام البعض بقطع طريق "القاهرة-أسوان" الزراعي، حيث تم وضع الحجارة وإطارات السيارات لمنع مرور السيارات، مطالبين بالمزيد من التحقيقات والإجراءات الحازمة.
جهود وزارة الصحة وتفقد المستشفيات
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، حسام عبد الغفار، أن الفريق الوقائي الذي تم إرساله إلى أسوان يعمل على عدة محاور: أخذ عينات من المياه في المنازل المصابة، المرور على المستشفيات لمتابعة الحالات، والتحقيق في الطعام المقدم من الباعة الجائلين.
كما تم التأكيد على أن نتائج التحليلات لم تظهر أي تغيير بيولوجي في المياه، مما يدعم فرضية أن الطعام قد يكون السبب المحتمل.
رفع درجة الاستعداد ومتابعة الأوضاع
بسبب هذه الأزمة الصحية، عقد محافظ أسوان، إسماعيل كمال، اجتماعًا مع مديري المستشفيات بمشاركة نواب من وزارة الصحة، لرفع درجة الاستعداد القصوى في جميع المنشآت الصحية.
كما تم اتخاذ خطوات إضافية بالتعاون مع الشركة القابضة لمياه الشرب لضمان جودة المياه، مع تكثيف الحملات التفتيشية على المطاعم والمحال التجارية للتحقق من صلاحية الأطعمة المقدمة.
تطمينات من الجهات المختصة
أكد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي في أسوان، عبد الصبور الراوي، أن جميع محطات المياه خضعت لفحص دقيق، وأثبتت التحليلات مطابقة المياه للمواصفات القياسية.
في بادرة لطمأنة المواطنين، قام أعضاء اللجنة المسؤولة عن التفتيش بشرب المياه من المحطات أمام الأهالي، مؤكدين سلامتها.
الاطمئنان على المصابين
في إطار الجهود المستمرة، تفقد نائب وزير الصحة، عمرو قنديل، ونائب محافظ أسوان، عمرو لاشين، مستشفى دراو المركزي لمتابعة الحالات المرضية. كما زارا قريتي بنبان والرقبة لتهدئة الأهالي والتأكيد على أن نتائج التحليلات المعملية للمياه أثبتت سلامتها، مع عدم وجود أي تغيرات مقلقة في المياه.
الوضع الحالي
بينما تستمر الحكومة في التحقيق للتأكد من السبب الرئيسي وراء هذه الأعراض، تبقى الأوضاع تحت السيطرة نسبيًا، مع بقاء بعض الحالات في المستشفيات لمزيد من الرعاية. وفي الوقت نفسه، تتزايد مطالبات المواطنين بالمزيد من الشفافية والاطمئنان في ظل استمرار القلق بشأن مصدر هذه الأعراض المتزايدة.