شهد أعضاء حزب الله بـ لبنان واقعة مسأوية أمس عندما تعرض الآلاف للإصابة وسقوط بعض القتلى، إثر انفجار أجهزة الاتصال الخاصة بهم والتي تسمى بالبيجر.
وذلك عقب تمكن الأجهزة الأمنية المتخصصة لقوات الاحتلال من اختراق سيستم تلك الأجهزة وتفجيرها في حامليها.
وبضغطة ذر انفجر العديد من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها رجال أعضاء حزب الله اللبناني، ما تسبب في سقوط تسعة قتلى وأكثر من 2700 مصاب في مناطق مختلفة من لبنان، في العاصمة بيروت وفي الجنوب.
وأصدر مركز عمليات الأزمة في لبنان، التابع لوزارة الصحة، توجيهات عاجلة لجميع العاملين في القطاع الطبي بالعودة إلى مستشفياتهم للمساهمة في التعامل مع الأعداد الكبيرة من المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية فورية.
كما شدد المركز على ضرورة عدم استخدام العاملين في الرعاية الصحية لأجهزة "البيجر" في هذه الظروف.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ما لا يقل عن 14 شخصًا أصيبوا في مناطق مختلفة من سوريا، نتيجة لتفجيرات قيل إنها مرتبطة بالانفجارات التي وقعت في لبنان.
يُذكر أن "البيجر" هو جهاز اتصال لاسلكي صغير كان يُستخدم بشكل واسع قبل ظهور الهواتف المحمولة، لإرسال واستقبال رسائل قصيرة أو تنبيهات.
ومنذ تلك الواقعة وبدأ البحث بكثافة عن ماهى أجهزة البيجر التي نجحت إسرائيل في اختراقها وأستهدفت من خلالها حزب الله؟
البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير محمول اخترعه المهندس الكندي ألفريد غروس عام 1949.
يُعرف أيضًا باسم جهاز النداء اللاسلكي ويستخدم للتواصل داخل المؤسسات وبين المجموعات المختلفة.
يعتمد الجهاز على بطاريات قابلة للشحن ويستقبل الرسائل النصية والإشارات الصوتية والضوئية.
أجهزة البيجر -التي تُعرف أحيانًا بأجهزة البليب- تُستخدم في مجموعة واسعة من الأماكن مثل المطاعم والمقاهي للتواصل مع العملاء، وفي المستشفيات والمراكز التجارية الكبيرة لتنسيق العمل.
كما كانت وسيلة شائعة للتواصل بين الأفراد قبل انتشار الهواتف المحمولة.
كانت النسخ الأولى من البيجر قد ظهرت في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، واستمر انتشارها خلال الثمانينيات والتسعينيات حتى بداية استخدام الهواتف المحمولة.
تعمل هذه الأجهزة على بطاريات ليثيوم يمكن أن تدوم لعدة أيام، وكانت في البداية تعتمد على موجات لاسلكية تُرسل من هوائيات مخصصة. ومع تطور التكنولوجيا، أضيفت ميزات جديدة مثل التطبيقات الذكية وتقنيات البلوتوث والواي فاي.
يعمل البيجر عن طريق استقبال إشارات لاسلكية من جهاز إرسال، ويقوم بتحويلها إلى رسائل نصية، صوتية، أو اهتزازات تُعلم المستخدم بوصول رسالة.
في تسعينيات القرن العشرين، كان عدد مستخدمي البيجر قد وصل إلى أكثر من 61 مليون شخص عالميًا، لكن هذا العدد انخفض إلى حوالي 6 ملايين بحلول عام 2016.
وكانت المؤسسات الصحية في الولايات المتحدة من أوائل المستخدمين لهذه الأجهزة في خمسينيات القرن العشرين، قبل أن يتم تطويرها لاستخدامات أخرى تشمل الاتصالات الشخصية.