أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن بعض الأفراد يسعون أحيانًا لتصحيح وضع الأموال التي حصلوا عليها من مصادر مشبوهة أو غير مشروعة. وينصح العلماء في هذه الحالة بأن يتم إخراج هذه الأموال لتطهير الذمة بدلاً من تصنيفها كصدقة.
هذا يعني أن ثواب هذا المال يذهب إلى الأشخاص الأصليين الذين تعرضوا للظلم، حال تعذر الوصول إليهم، ويجب استخدام هذه الأموال في أعمال الخير بدلاً من تقديمها كصدقة.
وأشار الدكتور جمعة في منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك إلى أن الشخص الذي يستقبل المال أو القائم بتوزيعه ليس ملزماً بالتحقق من مصدر هذه الأموال أو فرض شروط معينة. الشريعة الإسلامية تدعو إلى حسن الظن بالناس وعدم البحث عن تفاصيل لا تعود بالنفع، كما قال الله في سورة المائدة: «يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم» (الآية 101).
وأضاف الدكتور جمعة أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حث على تجنب الشك والبحث المفرط، قائلاً: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، وكونوا عباد الله إخوانا" (رواه البخاري ومسلم). كما أضاف أن النبي قال: "إذا ظننتَ فلا تحقق" (رواه الطبراني).
وفيما يخص الأموال التي تختلط بين الحلال والحرام، ذكر الدكتور جمعة أنه إذا دعا شخص إلى طعام وكان معروفًا بأكل الربا، فمن المستحسن قبول الدعوة لأن الذنب يعود على صاحب المال وليس على من يقبل الطعام