ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي باستخدام القصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى، وجاء رد دار الإفتاء ليُبيّن الفارق بين حكم الاحتفال بالمولد النبوي وطريقة الاحتفال نفسها.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بالمولد النبوي جائز شرعًا، مستندة في ذلك إلى أدلة من القرآن الكريم والسُّنة النبوية وعمل المسلمين عبر العصور. ومع ذلك، شددت الدار على ضرورة التمييز بين الاحتفال ذاته وبين سلوك المحتفلين. فإن كان سلوك المحتفلين متوافقًا مع مبادئ الشرع، فلا حرج فيه. أما إذا كان سلوكهم مخالفًا، كاستخدام القصائد الشركية أو القيام بتصرفات لا تتماشى مع تعاليم الإسلام، فإن ذلك لا يُجيزه الشرع، بل يُعتبر محرمًا.
وأوضحت دار الإفتاء أنه لا يجوز الخلط بين حكم الاحتفال بالمولد النبوي وبين سلوكيات بعض المحتفلين التي قد تخالف الشرع. فالاحتفال بذاته لا يُعتبر مُحرّمًا، وإنما ما يُحرّم هو ما يُخالف الشريعة من أفعال تُمارس خلال الاحتفال.
كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن أفضل الطرق للاحتفال بالمولد النبوي هي إقامة مجالس الذكر والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المساجد والأماكن العامة، بشرط أن تكون مُصرحًا بها من قبل الجهات المختصة. هذه الأعمال من العبادات المشروعة وتوافق ما جاء في الكتاب والسُّنة، وهدي السلف الصالح، وما اعتاد عليه المسلمون عبر العصور، مع مراعاة الآداب الشرعية والتنظيمية في الأماكن العامة.
كما أشارت الدار إلى أن الجهر بالذكر في هذه المجالس مشروع، بشرط أن لا يكون الجهر فيه تشويش على المصلين وقراء القرآن، امتثالًا للتوجيه النبوي "لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"، رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند".
دعوة للفرح بالمولد النبوي الشريف
وفي سياق متصل، دعا الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، المسلمين إلى الفرح والابتهاج بمناسبة مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشددًا على أن الاحتفال بالمولد يُعد من صور التعبير عن حب المؤمنين للنبي. وذكر في برنامجه "لعلهم يفقهون" على قناة "دي إم سي" أن الفرح بمولد النبي هو تعبير عن الشكر لله على نعمة الإسلام والنبي الكريم، وحث الناس على عدم الاستسلام للحزن والعيش بفرح بفضل الله.
وأكدت دار جواز الاحتفال بالمولد النبوي بشرط الالتزام بمبادئ الشرع، وحثت على أن يكون الاحتفال متوافقًا مع التعاليم الإسلامية الصحيحة، بعيدًا عن أي ممارسات تخالف روح الشريعة الإسلامية.