ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟.. الإفتاء تجيب

المولد النبوي الشريف يمثل إطلالةً للرحمة الإلهية التي غمرت البشرية جمعاء، حيث وصف القرآن الكريم وجود النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأنه "رحمة للعالمين". 

هذه الرحمة لم تقتصر على زمن معين، بل امتدت لتشمل كافة الأزمنة والإنسانية بأسرها، من خلال تعليم الناس، وتربيتهم، وهدايتهم نحو الطريق القويم، مما ساهم في ارتقائهم على المستويين الروحي والمادي.

الاحتفال بذكرى المولد النبوي:

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يهدف إلى تجميع الناس على الذكر والإنشاد في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتوزيع الطعام كصدقة، والصيام والقيام تعبيراً عن المحبة والفرح بمجيء النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا. 

واستدلت دار الإفتاء على جواز الاحتفال بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحديث عن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه، حيث نذرت جاريةٌ أن تضرب بالدف وتغني فرحاً بعودة النبي سالماً، فأجاز لها النبي ذلك، مما يدل على مشروعية التعبير عن الفرح بقدومه إلى الدنيا.

الاحتفال بالمولد: عبادة وطاعة:

أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو عبادة وطاعة تقرب إلى الله تعالى، حيث أن معنى الاحتفال يتجسد في إظهار الفرح والسرور، بينما تعني العبادة أداء الأقوال أو الأفعال بنية التقرب إلى الله. 

ويعد الاحتفال بالمولد النبوي إظهاراً للفرح بنعمة الله المتمثلة في بعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين. 

وتشمل مظاهر الاحتفال الصيام، الصدقات، ذكر الله، وتلاوة القرآن، وكلها من الأعمال التي يثاب عليها المؤمن شرعاً.

النبي والاحتفال بمولده:

أشارت دار الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتفل بذكرى يوم مولده الشريف من خلال صيام يوم الإثنين، وذلك وفقاً للحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم. وكان النبي يداوم على صيام هذا اليوم تعبيراً عن شكره لله على نعمة ولادته. 

وبهذا، يُفهم أنه كان يحتفل بهذه الذكرى العطرة طوال العام، ويمكن لمن أراد أن يتبع هذا النهج أن يصوم كل يوم إثنين أو يكتفي بصيام يوم مولده فقط.

تهادي حلوى المولد النبوي الشريف:

أكدت دار الإفتاء أن تهادي حلوى المولد النبوي الشريف بين الناس هو أمر محمود ولا حرج فيه، استناداً إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا». ولم يوجد أي دليل يمنع هذا العمل أو يحدد وقتاً معيناً له.

وإذا كان الهدف من التهادي هو إدخال السرور على الناس، وصلة الأرحام، فإنه يصبح عملاً مستحباً، ويزيد استحبابه إذا كان تعبيراً عن الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ أن "للوسائل أحكام المقاصد".