تتطلب الحياة الزوجية الناجحة تفاهما وتعاوناً بين الزوجين، وتجنب بعض السلوكيات التي قد تجعل الحياة الزوجية صعبة وغير ممكنة.
وفقا للدكتور مصطفى عبد السلام، إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين، فإن الغيرة هي إحدى المشاعر الطبيعية بين الأزواج، ولكنها قد تصبح مشكلة إذا تحولت إلى غيرة مفرطة ومبالغ فيها.
يشير عبد السلام إلى أن الغيرة المفرطة قد تؤدي إلى متابعة تفاصيل حياة الزوج بشكل مبالغ فيه، مثل تتبع تحركاته واتصالاته، مما يخلق جواً من التوتر والشك. في حين أن الغيرة الطبيعية التي تبنى على الثقة والحب تعزز العلاقة ولا تضرها. الشك والقلق المفرط لا يعتبران جزءاً من الغيرة الطبيعية، بل يساهمان في تعقيد الأمور.
ويضيف عبد السلام أن الغيرة المحمودة تشمل حرص الزوج على التزام زوجته بالزي الشرعي وحمايتها من النظرات غير اللائقة، ويجب أن يكون الزوج نشطاً في إدارة أمور البيت، مما يعكس حرصه وحمايته لأسرته.
حياة زوجية سعيدة
وفقاً للشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تقوم الحياة الزوجية السعيدة على الأسس المعنوية وليس المادية فقط. يشير عثمان إلى أهمية التأسيس المعنوي والتأهيل العاطفي بجانب التأسيس المادي، الذي قد يكون سهلاً عبر المال ولكنه لا يضمن دوام السعادة.
يؤكد عثمان أن التأسيس المعنوي يتطلب فهم كيفية التفاهم مع الشريك وتعزيز العلاقة بشكل مستمر، وهذا ما قد يغفل عنه الكثيرون في التركيز على الماديات. كما ينصح بالمشاركة في دورات تدريبية للمقبلين على الزواج لتعلم كيفية بناء علاقة صحية ومبنية على التفاهم.
يشير عثمان إلى أن الحياة الزوجية ليست قائمة على المصالح المادية فقط، بل على التعاون والتفاهم العميق، مستشهداً بما جاء في القرآن الكريم: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}. وينبغي أن تكون العلاقة بين الزوجين قائمة على الود والاحترام، مثلما يكون الثوب ساتراً وواقيا.