تعتبر صلاة الجمعة من الشعائر الأساسية في الإسلام، حيث يُطلب من المسلمين الالتزام بها والحرص على أدائها في وقتها.
وينبغي معرفة الحكم الشرعي بشأن من يفوت صلاة الجمعة، خاصة إذا تكررت منه.
صلاة الجمعة فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9]. وقد أكد علماء المسلمين على أهمية صلاة الجمعة وفرضيتها على المسلمين، مع استثناء بعض الفئات مثل النساء والأطفال والمرضى.
في حال تكرار ترك صلاة الجمعة بدون عذر، فإن الأمر يصبح أكثر جدية. فقد ورد عن النبي محمد ﷺ في حديث شريف: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ» [أخرجه النسائي]. وهذا يشير إلى تحذير شديد من تكرار تفويت الصلاة بدون عذر معتبر.
توضيح الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أوضح أن من يترك صلاة الجمعة بشكل متكرر يبدأ في ارتكاب آثام ومخالفات، لكن هذا لا يعني بالضرورة الخروج من ملة الإسلام، وهو ما يُفهم من تصريحاته بأن ترك الصلاة لا يُخرج الإنسان من الدين. وأكد أن الفقهاء كالإمام مالك يشيرون إلى أن تكرار ترك الصلاة بشكل غير مبرر قد يؤدي إلى عدم قبول الشهادات، مما يدل على تدني وضعه الديني والاجتماعي.
التوبة من ترك صلاة الجمعة تتطلب تحقيق عدة شروط لتكون مقبولة:
إخلاص النية: يجب أن تكون التوبة خالصة لله تعالى، وليس لمجرد تلبية توقعات الآخرين.
الإقلاع عن الذنب: يجب التوقف عن تفويت صلاة الجمعة بشكل نهائي.
الندم على الفعل: الشعور بالندم على تفويت الصلاة والاعتراف بالخطأ.
العزم على عدم العودة: التزام بعدم العودة لتفويت الصلاة.
يجب على المسلم السعي للقيام بصلاة الجمعة في وقتها، والابتعاد عن الأسباب التي قد تؤدي إلى تفويتها، والاهتمام بشروط التوبة إذا وقع في هذا الخطأ.