في مساء اليوم الثلاثاء 20 أغسطس 2024، سيكون من الممكن مشاهدة اقتران مميز بين القمر الأحدب المتناقص وكوكب زحل، حيث سيفصل بينهما مسافة ضئيلة تبلغ 0.7 درجة في الأفق الشرقي، مما يوفر مشهداً فلكياً رائعاً في سماء الوطن العربي.
وفقاً لتقرير الجمعية الفلكية بجدة، فإن القرب الظاهري بين القمر وزحل يجعل من السهل رصدهما معاً من خلال التلسكوبات والمناظير.
يظهر كوكب زحل للعين المجردة كما لو كان نجماً متوسط اللمعان، ويمكّن المنظار من رؤية كوكب زحل إلى جانب القمر بوضوح.
زحل، الذي يعد ثاني أكبر كوكب في نظامنا الشمسي بعد كوكب المشتري، يمتاز بحلقاته الشهيرة وهو يتكون أساساً من الغازات مثل الهيدروجين والهليوم.
حالياً، يمكن رؤية زحل كنقطة ذهبية بوضوح، ويظهر قرصه بشكل كامل من خلال التلسكوبات، وهو مشهد لم يحدث منذ 14 عاماً، إذ يتجه مستوى حواف حلقات زحل ليصبح موازياً للأرض.
من المتوقع أن يتحسن هذا العرض بشكل ملحوظ في مارس 2025، ثم ستبدأ الحلقات بالظهور تدريجياً بعد ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، سيشهد سكان بعض مناطق ليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا ظاهرة نادرة تُعرف بالاحتجاب، حيث سيختفي كوكب زحل خلف القمر بشكل مؤقت.
هذه الظاهرة، التي لا يمكن مشاهدتها في باقي أنحاء الوطن العربي، تحدث عندما يمر جرم سماوي، في هذه الحالة القمر، أمام جرم سماوي آخر، مثل كوكب زحل، مما يؤدي إلى اختفائه مؤقتاً عن الأنظار.
الاحتجاب هو حدث فلكي يحدث عندما يمر جرم سماوي بين راصد وجسم سماوي آخر، وغالباً ما يستخدم لوصف اختفاء النجوم أو الكواكب عندما يمر القمر أمامها.
رؤية الاحتجاب تعتمد على موقع الراصد على الأرض، حيث يمكن أن يختلف المشهد بشكل كبير من منطقة إلى أخرى.
علمياً، تعتبر حالات احتجاب النجوم أكثر إفادة لدراسة مواقع الأجرام السماوية، لكن الاحتجاب لكواكب يوفر فرصة لدراسة تفاصيل سطح القمر مثل التلال والوديان.
وقد كانت حالات الاحتجاب مفيدة في الماضي لفهم حركة الأجرام السماوية والانحرافات المدارية.
تجدر الإشارة إلى أن حالات الاحتجاب للنجوم والكواكب تحدث عدة مرات سنوياً، وغالباً ما تتكرر هذه الظواهر خلال أشهر متتالية، حيث يتبع القمر نفس المسار تقريباً عبر السماء.