هل يصبح جدرى القرود جائحة جديدة؟.. الصحة العالمية تجيب

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي مرض جدري القرود في الكونغو وبعض مناطق أفريقيا يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار الفيروس.

هل يشكل جدري القرود خطرًا جديًا لجائحة جديدة؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن احتمالية تحول جدري القرود إلى جائحة عالمية أمر غير مرجح. 

على عكس الفيروسات المحمولة جواً مثل إنفلونزا الخنازير وكورونا، ينتشر جدري القرود بشكل رئيسي من خلال الاتصال الجلدي المباشر مع المصابين أو عن طريق ملامسة ملابسهم أو أغراضهم الملوثة. 

الفيروس غالبًا ما يُظهر آفات جلدية واضحة، مما يجعل الناس أكثر حرصًا على تجنب الاتصال الوثيق.

لحماية نفسك، يوصي الخبراء بتجنب الاتصال المباشر مع المصابين بآفات جلدية مشابهة لجدري القرود، وعدم مشاركة أدواتهم الشخصية أو ملابسهم، مع الحفاظ على النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بانتظام.

من جانبه، أكد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، أنه من "المرجح جدًا" ظهور حالات إصابة جديدة بجدري القرود من أفريقيا، لكنه أشار إلى أن احتمال تفشي المرض بشكل كبير في أوروبا ضئيل للغاية.

ويقول العلماء إن المخاطر التي يواجهها عامة الناس في البلدان التي لا تشهد تفشياً مستمراً لجدري القرود منخفضة.

في يوم الخميس، 15 أغسطس 2024، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الانتشار المتزايد لمرض جدري القرود في أفريقيا يُعتبر حالة طوارئ صحية عالمية، محذرة من أن الفيروس قد يتجاوز الحدود الدولية إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة.

ما الفرق بين جدري القرود وفيروس كورونا؟

ينتشر جدري القرود بوتيرة أبطأ بكثير مقارنة بفيروس كورونا. بعد اكتشاف فيروس كورونا في الصين، شهدت الحالات زيادة هائلة من مئات إلى آلاف خلال فترة قصيرة. 

بحلول مارس 2020، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن كورونا جائحة، كانت هناك أكثر من 126 ألف حالة إصابة و4600 حالة وفاة خلال ثلاثة أشهر فقط.

وعلى عكس بداية تفشي كورونا، تتوفر لقاحات وعلاجات لمرض جدري القرود. ويقول الدكتور كريس بيرير من جامعة ديوك: "لدينا الأدوات اللازمة لوقف انتشار جدري القرود، وليس هذا الوضع مشابهًا لما واجهناه مع كورونا عندما لم يكن هناك لقاح أو مضادات للفيروسات".

إلى أي مدى يمكن احتواء تفشي المرض؟

لم يتضح بعد سبب بطء تفشي المرض، ففي عام 2022، تم احتواء انتشار إنفلونزا الطيور في أكثر من 70 دولة خلال أشهر قليلة بفضل برامج التطعيم والأدوية. 

حاليًا، تتركز معظم حالات جدري القرود في أفريقيا، حيث تمثل الكونغو 96% من الإصابات والوفيات. 

ورغم طلب المسؤولين الكونغوليين 4 ملايين لقاح، إلا أنهم لم يتلقوا شيئًا حتى الآن.

ورغم إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ العالمية بشأن جدري القرود في عام 2022، إلا أن أفريقيا لم تحصل إلا على جزء بسيط من اللقاحات والعلاجات.

وأشار بايرر إلى أنه من مصلحة العالم الاستثمار في القضاء على تفشي المرض في أفريقيا، مؤكداً: "نحن في وضع جيد للسيطرة على هذا الوباء، لكن علينا أن نعطي الأولوية لأفريقيا".