من منا لم يسمع عن قصة يأجوج ومأجوج وأنها إحدى العلامات الكبرى لحدوث يوم القيامة، هؤلاء القوم التي تحدث عنهم القرآن الكريم ورسولنا محمد صل الله عليه وسلم.
لم تذكر قصة يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم فقط ولكن أيضا في الكتب السماوية الأخرى مثل التوراة والإنجيل.
هؤلاء القوم مذكورون في القرآن الكريم في سورتي الكهف والأنبياء، ويرتبط خروجهم بعلامات الساعة.
يأجوج ومأجوج
قصة يأجوج ومأجوج
أما عن قصة يأجوج ومأجوج فرواها الله عز وجل في سوره الكهف، والتي تعود إلى ذو القرنين الذي بنى سداً لمنع يأجوج ومأجوج من إفساد الأرض.
وقال الله تعالى: "قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا" (سورة الكهف: 94-98).
يأجوج ومأجوج
وعن تفسير هذه الآيات، يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي إن ذو القرنين قام ببناء سد عظيم لمحاصرة يأجوج ومأجوج ومنعهم من الوصول إلى الناس الآخرين.
وأشار إلى أن أرضهم تقع في الشمال الشرقي من آسيا بين بحر قزوين والبحر الأسود، وأن السد بني بين جبلين بأرض القوقاز.
كما ذُكر في سورة الأنبياء أن يأجوج ومأجوج سيخرجون في آخر الزمان بعد أن يتمكنوا من نقب السد.
وقال الله تعالى:"حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ" (سورة الأنبياء: 96).
قصة يأجوج ومأجوج في السنة النبوية
وفي الحديث النبوي الشريف، ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم حتى يرون شعاع الشمس ثم يعودون إلى مكانهم.
وفي آخر الزمان، سيتمكنون من خرق السد والخروج إلى الناس.
يأجوج ومأجوج
أشكال يأجوج ومأجوج
أما عن أشكالهم، فقد ورد وصفهم في حديث للنبي صل الله عليه وسلم أنهم عراض الوجوه، صغار العيون، وشعورهم حمراء.
مكان السد المنيع
أما عن مكان السد المانع لقوم يأجوج ومأجوج فما زال لغزا، ولكن بعض العلماء والمفسرين يشيرون إلى أنه يقع في مناطق القوقاز بين جورجيا وأذربيجان وأرمينيا.
علاقة سورة الكهف بيأجوج ومأجوج
ومن المفاجأة ما قاله الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، حيث أكد أن قراءة سورة الكهف ليس لها أي علاقة بإعادة بناء السد الذي بناه ذو القرنين لاحتجاز يأجوج ومأجوج.
وأشار إلى أن كل ما ورد حول ارتباط قراءة سورة الكهف بإعادة بناء السد لا أساس له من الصحة، وأن هذه الأفكار مستندة إلى أحاديث مغلوطة.
وقال إن الله تعالى حسم مسألة السد في الآية رقم 98 من سورة الكهف حيث قال: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}، وهذا يعني أن انهيار السد وخروج يأجوج ومأجوج هو بأمر الله تعالى ومرتبط بعلامات الساعة الكبرى.