كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في تحقيقها أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية قُتل بسبب عبوة ناسفة كانت مخبأة في مجمع شديد الحراسة في إيران كان هنية يقيم فيه.
وأوضحت الصحيفة أن العبوة الناسفة تم تهريبها سراً إلى دار الضيافة في طهران، حيث كان هنية يقيم، وذلك حسب تصريحات لسبعة مسؤولين من الشرق الأوسط، بما فيهم إيرانيان ومسؤول أمريكي.
وأفادت الصحيفة أن القنبلة كانت قد خُبئت قبل شهرين تقريباً في دار الضيافة، التي تديرها وتحميها قوات الحرس الثوري الإسلامي وتعد جزءاً من مجمع كبير يعرف باسم "نشأت" في حي راقٍ شمال طهران.
وقد تم تفجير القنبلة عن بعد بعد التأكد من وجود هنية داخل غرفته، مما أدى إلى مقتل حارسه الشخصي أيضاً. وأدى الانفجار إلى هز المبنى، وتحطيم بعض النوافذ، وانهيار جزئي لجدار خارجي، كما تم توثيق الأضرار في صورة للمبنى.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين من الشرق الأوسط أن هنية، الذي كان يقيم في قطر، كان في طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وأشاروا إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن العملية، وهو ما أكدته أيضاً تقييمات عدة مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
أثارت عملية الاغتيال التكهنات حول استخدام إسرائيل لصواريخ في تنفيذ الهجوم، على غرار الطريقة التي استهدفت بها قاعدة عسكرية في أصفهان في أبريل، ولكن التقرير أشار إلى أن القتلة استغلوا ثغرة في أمن المجمع بدلاً من استخدام صواريخ.
وأضاف التقرير أن عملية التخطيط للاغتيال استغرقت شهوراً وتطلبت مراقبة مكثفة. كما أورد أن إسرائيل اختارت تنفيذ العملية خارج قطر نظراً لدور قطر في الوساطة بين إسرائيل و"حماس" بشأن وقف إطلاق النار.
وذكر التقرير أن الانفجار وقع في وقت مبكر من صباح الأربعاء، مما أدى إلى تحطيم النوافذ وانهيار جزء من الجدار، ولكن الضرر لم يتجاوز المبنى نفسه، مما يوحي بأن الهجوم تم بوسائل مختلفة عن الصواريخ. وأوضح أن الفريق الطبي الذي وصل إلى موقع الانفجار أكد وفاة هنية وحارسه الشخصي على الفور.
في إيران، ذكرت وكالة أنباء "تسنيم" أن الشهود أفادوا بأن الجسم الذي ضرب نافذة غرفة هنية بدا وكأنه صاروخ، لكن المسؤولين الإيرانيين أكدوا أن الانفجار كان داخل الغرفة. واعتبروا أن دقة الهجوم وتعقيده مشابه للتكتيك الذي استخدمته إسرائيل في اغتيال كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زاده في عام 2020.