هل كل ما يحدث لنا مكتوب علينا أم يحدث بإرادتنا ؟.. الإفتاء تجيب

علق الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على مسألة القدر والدعاء قائلًا: "كل ما يحدث للإنسان هو بقضاء الله وقدره، ولا يمكن تغيير القدر إلا من خلال الدعاء."

وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" أن الله يعلم كل شيء في لحظة واحدة، حيث يبدأ الخلق وينتهي في لحظة واحدة عنده سبحانه وتعالى، وبالتالي كل شيء مكتوب ومقدر.

وأشار إلى أن الإنسان لا يمكنه معرفة ما هو مقدر له، لذا لا يجب أن يشغل نفسه بهذه الأمور، بل عليه العمل والاجتهاد والاستغفار والتوبة. وشدد على أن التفكير في القدر يمكن أن يؤدي إلى التكاسل عن الطاعة والعمل، وهو ما يُعد طريقًا من طرق الشيطان، وينبغي على الإنسان أن يركز على ما ينفعه في الدنيا والآخرة.

هل الدعاء يغير القدر؟

ردًا على سؤال حول ما إذا كان الدعاء يغير القدر، قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "نحن مأمورون بالدعاء، ولا نعلم ما هو القدر وما كُتب عند الله." وأضاف أن الدعاء عبادة، كما جاء في الحديث النبوي: "الدعاء مخ العبادة." وأكد أن الله قد يستجيب للدعاء بطرق مختلفة، مثل تحقيق المطلوب أو رفع مصيبة، وقد لا يستجيب في الدنيا ولكنه يَجزي العبد في الآخرة.

الجثو على الركبتين عند الدعاء

أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الجثو على الركبتين عند الدعاء هو هيئة تعبير عن الخشوع والخضوع، وهي مستحبة ولكنها ليست شرطًا. وذكر أن هذه الهيئة نبوية، وقد جاءت في هيئات الصلاة المختلفة، مثل الجلوس بين السجدتين والتشهد الأخير، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يُواظب عليها.

الدعاء بالعامية

حول مسألة الدعاء بالعامية، أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الإنسان يمكنه الدعاء بأي صيغة تروق له وباللغة التي يفضلها. ليس من الضروري أن يقتصر الدعاء على الأدعية المأثورة. واستشهد بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم ليتخير من الدعاء ما أحبّ إليه."

كما أضاف الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تتضمن أدعية يمكن الدعاء بها، مثل حديث السيدة ميمونة رضي الله عنها، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره إلى السماء ويدعو بأدعية محددة، وكذلك حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه عن فضل الشهادة بالتوحيد.