تعتبر حياة نجيب الريحاني مليئة بالمغامرات والقصص، فلم تكن حياته عادية كباقي الفنانين، بل دخلت في درب من المغامرات.
ومن بين القصص العجيبة التي كانت في حياة الريحاني هي المرأة العجوز التي أكلها الذئب.
بداية القصة تعود عندما تولت امرأة مسؤولية تربية ابنتها الوحيدة بمفردها بعد وفاة زوجها إثر إصابته بمرض السرطان.
نجيب الريحاني
بل وبحثت عن عمل لتوفير مصدر دخل ثابت لها ولابنتها، حتى عملت بائعة خضار إلى أن تزوجت ابنتها لاحقا.
ولكن بعد فترة قصيرة، توفيت الابنة وتركت لها حفيدة صغيرة لتقوم هي بتربيتها بعد أن هرب والدها وتركها.
حالة اقتصادية متدهورة
ورغم حالتها الاقتصادية المتدهورة، رفضت العجوز أي مساعدات تقدم لها من جيرانها أو المقربين وكان من بين جيرانها الفنان نجيب الريحاني، الذي علم بقصتها وحاول مساعدتها.
نجيب الريحاني
الطلب الوحيد من الريحاني
وكان الطلب الوحيد الذي رغبت به العجوز من الريحاني هو التكفل بحفيدتها بعد رحيلها، فيما قرر الريحاني مساعدتها بطريقة أخرى.
فيلم سلامة في خير
وخلال هذا الوقت، كان الريحاني على أعتاب تصوير فيلمه "سلامة في خير" في عام 1937، فطلب منها المشاركة في الفيلم لتؤدي دور حماته.
أمينة ذهني
ووافقت العجوز دون تردد وبدأت بالفعل في تصوير مشاهدها في الفيلم.
وكان الفيلم من إخراج نيازي مصطفى، وسيناريو وحوار بديع خيري ونجيب الريحاني.
ويعتبر الفيلم واحدًا من أهم وأجمل الأعمال الكلاسيكية في السينما المصرية، حيث أدت المرأة دور "أم ستوتة" بخفة ظل وعفوية شديدة، ولاقت نجاحًا باهرًا في دورها الأول والأخير، حتى فقدتها السينما المصرية إلى الأبد وكانت هذه المرأة كانت أمينة ذهني.
نجيب الريحاني
وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم، أعطاها الريحاني أجرًا يبلغ 50 جنيهًا، وهو مبلغ ذو قيمة كبيرة آنذاك وكان الأجر يعتبر ثاني أعلى أجر في الفيلم، ولكن الريحاني أراد مساعدتها بسبب حياتها المأساوية.
أكلها الذئب
لم تصدق أمينة نفسها أن هذا المبلغ الضخم أصبح لها وتلك الليلة كانت نهاية حياتها ومسيرتها الفنية التي بدأت وانتهت في نفس الوقت.
وغادرت أمينة نحو منزلها بعد استلام الأجر، إذ أوصلها الريحاني لباب الاستوديو وأوقف لها تاكسي وأوصى السائق بأن يصلها إلى باب منزلها، لأن الريحاني كان مشغولا بعمل يمتد إلى السادسة صباحًا.
وفوجئ الريحاني حين عودته بجارة أمينة تطرق باب منزله وتسأله عنها، لأنها تركت حفيدتها عندها منذ الليلة السابقة ولم تعد لتأخذها حتى الآن.
وبدأ الريحاني ورجال الشرطة في البحث عنها، ولكن دون جدوى، فقد اختفت تمامًا دون أثر.
حزن الريحاني حزنًا شديدًا لاختفائها وعدم العثور عليها، وكان دائمًا في حيرة مما حدث لها.
من جانبه، نفذ الريحاني وصية أمينة ذهني، حيث قام بتربية حفيدتها والاعتناء بها حتى درست الطب وغادرت إلى ألمانيا لتتزوج واستقرت هناك.
نجيب الريحاني
بعد مرور 25 عاما
وبعد مرور 25 عامًا على تلك الحادثة، تم القبض على سائق تاكسي لارتكابه جريمة قتل إحدى أصدقائه.
وبعد صدور حكم الإعدام ضده، اعترف المتهم بأنه ذات ليلة كان يقود بامرأة عجوز من وسط البلد وشاهدها وهي تقوم بعد مبلغ كبير من المال، فقرر تغيير مساره والدخول نحو الصحراء، حيث ضرب الضحية على رأسها لتسقط أرضًا واستولى على الأموال وهرب.
عاد في صباح اليوم التالي ليجد أن الذئاب قد أكلتها وخلفت وراءها ملابس ممزقة.
بعد التحري عن هوية تلك العجوز، اكتشف أنها أمينة ذهني.