زاد تساؤل المواطنين المصريين هذه الأيام حول موعد انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء التي تُعكر صفو حياتهم وتُعيق أعمالهم.
إدراكًا منها لحجم هذه الأزمة، تبذل الدولة جهودًا حثيثة لإيجاد حلول جذرية لها، وتتابع بشكل دوري ومُكثف تطورات الأوضاع في قطاع الكهرباء.
التنسيق بين الوزارات لحل الأزمة
تُعقد اجتماعات مستمرة على أعلى مستوى لتقييم الموقف واتخاذ القرارات اللازمة لإنهاء الأزمة. أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة، يتابع موقف تكوين المخزون الاستراتيجي من الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء. تأتي هذه المتابعة في إطار خطة الحكومة لإنهاء وقف تخفيف الأحمال خلال فصل الصيف، بدءًا من الأسبوع الثالث من شهر يوليو الجاري.
وأشار الحمصاني إلى أن العمل جارٍ على زيادة الاحتياطي الاستراتيجي من المازوت والسولار، موضحًا أن وزارة المالية ستتولى توفير التمويل المطلوب لشراء المنتجات البترولية اللازمة لوقف خطة تخفيف الأحمال. كما أشار إلى أن المشكلة سببها كان نقص السيولة الدولارية، مؤكدًا أن الأزمة بدأت في الانفراجة مع توافر السيولة الدولارية، وستنتهي خلال الأسابيع المقبلة.
قرارات حكومية وتحضيرات لوقف تخفيف الأحمال
عقد الدكتور مصطفى مدبولي اجتماعًا لمتابعة موقف تكوين المخزون الاستراتيجي من الوقود، في حضور المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور أحمد كوجك، وزير المالية، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية. وقال مصدر مطلع بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة إنه سيتم وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال نهائيًا اعتبارًا من يوم الأحد الموافق 22 يوليو 2024.
وأكد أن وزارة البترول وفرت 170 ألف طن مازوت لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، بالإضافة إلى انتظام وصول شحنات الغاز المسال من الخارج، واستقرار ضخ الغاز الطبيعي من دول الجوار، تطبيقًا لوعد رئيس مجلس الوزراء بوقف خطة تخفيف الأحمال نهائيًا اعتبارًا من الأسبوع الثالث من يوليو الجاري.
خسائر سرقة التيار الكهربائي
كشف مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء عن الخسائر الناتجة عن سرقة التيار الكهربائي، مؤكدًا أنها تجاوزت حاجز الـ15 مليار جنيه سنويًا. وأشار إلى أن الحل الوحيد للقضاء نهائيًا على ظاهرة سرقة التيار هو استكمال خطوات بناء شبكة توزيع ذكية شبيهة بشبكة التليفون الأرضي. وقد نفذت الوزارة بالفعل مشروعًا تجريبيًا لتركيب 250 ألف عداد ذكي على شبكة متكاملة في مختلف مناطق الجمهورية.
وأطلقت الوزارة والشركة القابضة للكهرباء حملات مكثفة تحت شعار "علشان كل ما تقل السرقات، هنشوف النور أكتر"، تهدف إلى توعية المواطنين بأهمية الإبلاغ عن حالات سرقة الكهرباء ودورهم الفعال في تقليل هذه الظاهرة التي تؤثر سلبًا على استقرار النظام الكهربائي.