بالتزامن مع أداء مناسك الحج، ورد إلى دار الإفتاء سؤال حول حكم توكيل كبار السن والمرضى والنساء وغيرهم في رمي الجمرات عنهم.
حكم رمي الجمرات:
أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أنه يجوز شرعًا التوكيل في رمي الجمرات بالنسبة لكبار السن والمرضى والنساء، وذلك استنادًا إلى جواز الاستنابة في الحج بشكل عام، مما يجعل الاستنابة في الرمي جائزة من باب أولى؛ لأن الحج يشمل الرمي وزيادة. وهذه الرخصة تُعطى لأهل الأعذار ولا حرج عليهم في ذلك، ولا تستوجب عليهم كفارة.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن "المقصود برمي الجمرات في باب الحج عند الفقهاء هو القذف بحصى صغيرة في زمان محدد، ومكانٍ محدد، وعدد محدد".
وأضافت أن الفقهاء أجمعوا على أن رمي الجمرات أحد واجبات الحج، ومن يتركه دون عذر عليه فدية. حيث قال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد": "أجمع العلماء على أن من فاته رمي ما أمر برميه من الجمار في أيام التشريق حتى غابت الشمس من آخرها، وذلك اليوم الرابع من يوم النحر وهو الثالث من أيام التشريق، فقد فاته وقت الرمي ولا سبيل له إلى الرمي أبدًا، ولكن يجبره بالدم أو بالطعام حسب ما للعلماء في ذلك من الأقاويل".
حكم التوكيل في رمي الجمرات:
ذكرت دار الإفتاء أن الأصل في العبادات البدنية هو عدم جواز النيابة، إلا ما استثناه الشرع الشريف، ومن ذلك الحج؛ حيث يُقبل للنيابة عن الغير إذا كان صاحب عذر.
واستشهدت بحديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما: "أنَّ امرأةً قالت: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: (نَعَمْ)، وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ" أخرجه الشيخان.