قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إن كسوة الكعبة المشرفة تظهر جلال وجمال بيت الله الحرام.
وأكد الأزهر أن أول من كسا الكعبة كان عدنان الجد الأعلى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد استخدم برودًا يمنيًا وأوصالًا وثيابًا جزئية. وأما أول من كسا الكعبة بالكسوة الكاملة فكان الملك التبّع اليمني من ملوك حمير باليمن، وقد استخدم الجلود والقماش في تغطية الكعبة.
وأضاف المركز أن أول امرأة قامت بتكسية الكعبة كانت نتيلة بنت جناب، إحدى زوجات عبد المطلب وجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأم العباس بن عبد المطلب. وبعد فتح مكة، لم يُرد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزع الكسوة التي وضعتها قريش على الكعبة، ولكنه استبدلها بكسوة جديدة من البرود اليمنية، وكانت تتكون من ثياب مخططة باللونين الأبيض والأحمر، وهذه كانت أول كسوة في عهد الإسلام.
وفي عهد الخلفاء الراشدين، قام أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بتكسية الكعبة بالقباطي، وهو ثوب دقيق الصنع محكم النسج وأبيض اللون، وكذلك قام عثمان بن عفان بتكسية الكعبة بالبرود اليمنية في يوم التروية، وبالقباطي المصرية في اليوم السابع والعشرين من رمضان، وهو أول من قام بتكسية الكعبة بكسوتين.
وتطرق المركز إلى سبب اختيار الكعبة باللون الأسود، حيث ذكر أن الناس اشتكوا إلى الخليفة العباسي جعفر المتوكل من كثرة التمسح بالكسوة التي كانت تصنع من الحرير الأحمر، فأمر بتصنيع إزارين للكسوة كل شهرين.
وبعد ذلك، قام الخليفة الناصر العباسي بتكسية الكعبة باللون الأخضر ثم الأسود، واستقر المسلمون على استخدام الكسوة السوداء.
وفي عهد الدولة العباسية، كان الخلفاء يبحثون عن أمهر النُسّاج لصناعة كسوة الكعبة، وكانوا يقيمون احتفالات مهيبة بمناسبة رحلتها إلى الحرمين.
يعتقد أن كسوة الكعبة المشرفة تطورت على مر العصور وشهدت تغييرات في المواد والتصميم. وفي الوقت الحاضر، يتم تكسية الكعبة بكسوة مصنوعة من الحرير الطبيعي، وتحمل تطريزات بالذهب والفضة.
تتم عملية تكسية الكعبة بالكسوة الجديدة مرة واحدة في السنة، وذلك في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة في إطار مراسم الحج.
يتولى فريق من الخبراء والحرفيين تنفيذ هذه العملية بعناية وتقدير كبيرين.
ويتم تفكيك الكسوة القديمة وتغييرها بالكسوة الجديدة، وتتم عملية تكسية الكعبة بالحرير من الداخل والخارج، وتزيينها بالتطريزات الفاخرة.
تتم عملية صناعة كسوة الكعبة بعناية كبيرة، وتستغرق وقتًا طويلاً وجهودًا متعددة.
يتم استخدام أجود أنواع الحرير والخيوط الذهبية والفضية في صناعة الكسوة، ويتم تنفيذ التطريزات بدقة عالية وجمال فائق. تتم تصميم الكسوة بأسلوب يجمع بين التقاليد القديمة واللمسات الحديثة، وتعكس روعة وجمال البيت الحرام.
تحظى كسوة الكعبة بمكانة رفيعة في قلوب المسلمين، وتعد من رموز الإسلام العظيمة.
تكسية الكعبة هي تعبير عن التواضع والتبجيل والتقدير لهذا البيت الشريف، الذي يحج إليه المسلمون من جميع أنحاء العالم.