أثارت تصريحات الفنان محمد أحمد ماهر حول تعذيب والده له في طفولته بـ"الكرباج السوداني" ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
خلال حلوله ضيفًا مع والده الفنان أحمد ماهر في برنامج "واحد من الناس" الذي يقدمه الإعلامي عمرو الليثي، قال محمد إن والده كان أبًا حنونًا وصارمًا في الوقت نفسه.
وأضاف: "والدي كان يمزح معي في طفولتي كما لو كنا رجلين، وكان دائمًا يرغب في أن يراني في أفضل حال. وبصفتي ابنه البكر، كان يعاقبني عندما أخطئ بكرباج سوداني".
تدفعنا هذه السلوكيات غير السوية للأهل إلى التساؤل حول كيفية تفادي الإساءة للأطفال، وما الذي يدفع الآباء إلى استخدام العنف مع أطفالهم.
وهل تلك الطريقة القاسية تعزز بيئة صحية ينمو فيها الأطفال دون عقد نفسية؟
أضرار جسدية ونفسية
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن الإساءة للطفل تتعدد أشكالها وجميعها يحمل تأثيرات ضارة ومتشابهة في خطورتها، حتى إذا كانت تحت مسمى التأديب أو التربية.
وأوضح أن الإساءة للأطفال سواء كانت بدنية أو جنسية أو عاطفية أو إهمال احتياجات الطفل الأساسية تؤدي إلى آثار نفسية وجسدية طويلة الأمد على صحة الطفل ونموه.
الأمان والرعاية
أوضح هندي أن شدة وتأثير الإساءة على الطفل تتفاوت وفقًا لعمره ومدى قرب الشخص المسيء منه. فكلما كان الطفل أصغر سنًا، وكلما كان الشخص المسيء له أكثر قربًا ومصدر ثقة، كانت الإساءة أكثر ضررًا وأشد تأثيرًا، نظرًا لهشاشة الصغار واعتمادهم الكبير على الأشخاص المقربين منهم للشعور بالأمان والرعاية.
أزمات عاطفية
أكد استشاري الصحة النفسية أن الدراسات تشير إلى أن إساءة معاملة الأطفال بأنواعها المختلفة تؤدي إلى مشكلات صحية جسدية وعقلية، بالإضافة إلى مشكلات سلوكية وعاطفية.
ومن بين هذه المشكلات الانسحاب الاجتماعي وضعف المهارات الاجتماعية، مما يؤثر في التكيف الاجتماعي والنفسي للطفل في المستقبل.
وتصبح هذه الأطفال عرضة للعديد من الاضطرابات والمشكلات مثل تعاطي المخدرات، صعوبات التعلم، السلوكيات المنحرفة، الإساءة للآخرين، والسلوكيات الجنسية الخطيرة.