جدل لا ينتهي على مر العصور حول حقيقة وجود عذاب في القبر من عدمه، وسط اجتهادات واسعة لعلماء الأزهر الشريف والباحثين في الشريعة الإسلامية.
في هذا الصدد، تقول دار الإفتاء المصرية، إن عذاب القبر ونعيمه من الأمور المقررة كعقيدة حق.
وأضافت أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ»، وهذا ثابت في الإسلام بأدلة متكاثرة، منها قول الله عز وجل عن آل فرعون: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ • النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 45، 46]؛ أي إن العذاب السيئ يحيق بآل فرعون، وهو أنهم يعرضون على النار في قبورهم صباحًا ومساءً قبل قيام الساعة، وهي القيامة، فإذا قامت القيامة قيل لملائكة العذاب: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾[غافر: 46]، وهو عذاب النار الأليم.
وفي السياق ذاته، نكشف لك عزيزي القارئ بعض العبادات التي تنجي من عذاب القبر، حيث يرى الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن المسلم لابد من الحرص على ثلاث عبادات بشكل يومي وهي قراءة سورة الملك بشكل يومي قبل النوم والاستمرار في العمل الصالح وكثرة الدعاء والتعوذ من عذاب القبر وخاصة بعد التشهد الأخير في الصلاة.
وأرجع «هاشم» ما قاله إلى الحديث الشريف الذى ورد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ».
وأوضح أن سورة الملك لها فضل كبير وتشفع لصاحبها وتنجيه من عذاب القبر، ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: «سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر». رواه الحاكم،
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك» رواه أبو داود والترمذي.