إسماعيل ياسين، الفنان السويسي الكبير، الذي كان يحلم في بداياته بأن يصبح مطرباً، ولكن نقصه شيئا وهو الوسامة، الأمر الذي جعله يتجه نحو فن الكوميديا في السينما المصرية، حيث حقق نجاحات لم يحققها أي فنان آخر.
عرفت سلسلة أفلام باسمه، مثل "إسماعيل ياسين في متحف الشمع"، "إسماعيل ياسين في الطيران"، وغيرها، وهو إنجاز نادر في تاريخ السينما المصرية، بجانب الفنانة ليلى مراد.
اسماعيل يس
نشأتة إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين هو ابن مدينة السويس، وقد عانى كثيراً في طفولته، حيث عمل في محل للملابس، وهرب من بيت والده بسبب بطش زوجة الأب، ثم عمل منادياً للسيارات، قبل أن يعمل صبياً في مقهى بشارع محمد علي.
وعمل في مكتب محاماة قبل أن يتعرف على السيناريست الشهير أبو السعود الإبياري، الذي قدمه للراقصة بديعة مصابني.
وعمل إسماعيل ياسين في فرقة مصابني لمدة 10 سنوات وأصبح نجمًا في إلقاء المونولوجات، ولمع نجمه في الإذاعة ومنها إلى السينما، حيث كون فرقة مسرحية قدمت أشهر العروض على مسارح القاهرة.
اسماعيل يس
شهرة إسماعيل ياسين
قدم إسماعيل ياسين أشهر أفلامه مع المخرج فطين عبد الوهاب والمؤلف أبو السعود الإبياري، وحققت أفلامهما معاً نجاحاً كبيراً.
كما شاركه الفنان رياض القصبجي في كثير من هذه الأفلام، وتعاون أيضاً مع الفنانة شادية في عدد كبير من الأفلام، أهمها "الستات ما يعرفوش يكدبوا".
بالإضافة إلى ذلك، تعاون مع فريد الأطرش وأنور وجدي في عدد من أهم أفلامهم، وقدم مع أحمد رمزي وهند رستم فيلم "ابن حميدو"، أحد أشهر الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية، ليترك بصمة لا تُنسى في تاريخها.
اسماعيل يس
الديون والضرائب
في الستينيات، تعرض إسماعيل ياسين لضغوطات من الدولة، كما حدث مع زملائه الذين لم ينضموا للنظام السياسي، حيث فرضت عليه ضرائب ثقيلة وتراكمت عليه ديون كبيرة، مما اضطره لحل فرقته المسرحية والهروب إلى لبنان.
هناك، استمر في عمله في الأفلام القصيرة وعاد للمسرح بعروض المونولوجات، لكنه عاد إلى مصر حيث كانت شهرته تتلاشى، مما دفعه لقبول أدوار صغيرة في السينما لم تكن تناسب مكانته الفنية السابقة.
وعبر في مونولوجه "الدنيا دي متعبة جداً، آه من الدنيا"، عن مشاعره وتجاربه بصدق وعمق.
اسماعيل يس
حقيقة موت إسماعيل ياسين فقيرا ومديونا
مات إسماعيل ياسين وهو يعاني من ظروف مادية صعبة، ولكن لم يمت مديونًا بحسب شهادة زوجته سامية شاهين، التي نفت هذه الشائعات.
وأشارت زوجته إلى أن إسماعيل ياسين كان يعمل حتى آخر أيامه في التمثيل السينمائي حتى في أدوار بسيطة، ولم يكمل دوره في فيلم "بالمضحك الحزين" بسبب وفاته.
اسماعيل يس
وتوفى الكوميديان بعد وفاة صديقه فطين عبد الوهاب بأيام قليلة، فيما كان الرئيس الراحل أنور السادات يفكر في تكريمه.
فحياة ياسين الأخيرة كانت مليئة بالتحديات المادية، حيث أثر انفاقه الكبير على فريقه المسرحي على ظروفه المادية، رغم توقف عروضهم.