قصر الصلاة للحاج في مكة مسألة تثير اهتمام الكثيرين، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية في إجابتها على هذا السؤال أنه لا خلاف بين الفقهاء في أن الحجاج في يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة) يُصَلُّون الظهر والعصر في عرفة قصرًا كلًّا منهما ركعتين جمع تقديم في وقت الظهر، ثم يفيضون من عرفة بعد غروب الشمس حتى يَصِلوا إلى مزدلفة فيُصَلُّوا بها المغرب والعشاء قصرًا جمع تأخير في وقت العشاء.
وأكدت الإفتاء أن الحاج المسافر الذي يصل مكة قبل يوم التروية بمدة أقل من أربعة أيام غير يومي الوصول والخروج، يمكن له أن يقصر الصلاة في جميع أيام المناسك سواء في داخل مكة أو خارجها؛ لأنه لم يزل مسافرًا لم ينو الإقامة بمكان منها، ولم تبلغ إقامته في أحدها أربعة أيام.
ويعتبر هذا الأمر من السُنَّة التي أقرها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، فكانوا يُصلّون الصلاة قصرًا في مواقع مختلفة من منى، كما روى البيهقي في "سننه" وأحمد في "مسنده" عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أنهم صلوا الصلوات قصرًا في منى.
وقد أوضح أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه سبب اتمامه للصلاة بمنى بالصلاة الكاملة؛ حيث كان يخشى أن يظن الناس أن الصلاة في منى ركعتان فأراد توضيح السُنَّة بالاتمام، وهذا يُظهر أن قصر الصلاة في هذه المواقف هو السنة المؤكدة.