ظهرت مؤخرًا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدّعي أن سرطان الجلد ظهر خلال الستينات من القرن الماضي وأن الشمس ليست السبب الرئيسي وراءه.
وزعم المروجون لهذه المنشورات أن عوامل أخرى مثل استخدام واقي الشمس والنظام الغذائي تسبب الإصابة بسرطان الجلد.
لكن هذه الإدعاءات غير صحيحة، فالإصابات بأورام الجلد مسجلة منذ فترة طويلة، وتشير الدراسات العلمية إلى أن غالبية الحالات ناتجة عن التعرض المكثف للأشعة فوق البنفسجية.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مقطع فيديو يحتوي على تعليق صوتي لامرأة يقول: "الشمس لن تسبّب سرطان الجلد كما يقال، أجدادنا كانوا يخرجون في الشمس والهواء الطلق ولم نسمع عن سرطان الجلد".
وأضافت السيدة في تعليقها: "سرطان الجلد ظاهرة جديدة، وما يسبّبه هو النظام الغذائي واستخدام واقي الشمس".
واستندت السيدة إلى دراسة أجريت على مجموعتين من الحيوانات وأظهرت أن المجموعة التي اتبعت "نظامًا غذائيًا صحيًا" لم تصب بسرطان الجلد عند التعرض للأشعة نفسها التي تعرضت لها المجموعة التي اتبعت "نظامًا يعتمد المعيار الأمريكي" والتي أصيب 25% منها بسرطان الجلد.
يستخدم الفيديو مقاطع من مقابلة للورين داي، وهي طبيبة تعتمد العلاجات البديلة وتدّعي أنها شفت نفسها من سرطان الجلد.
ومع ذلك، فإن الادعاءات المذكورة في الفيديو غير صحيحة، وهذا ينطبق على المزاعم المنتشرة على صفحات المستخدمين باللغة العربية عبر منصات مثل إنستغرام وتيك توك وتويتر (سابقًا).
ذكرت خدمة التحقق من الحقائق باللغة العربية أن سرطان الجلد هو مرض تم ذكره على مرّ العصور، حتى لو لم يتم استخدام المصطلح نفسه، وأشارت إلى أنه تم ذكره في البرديات المصرية قبل 2500 سنة قبل الميلاد، وذلك وفقًا لمجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية.
وتوضح الدراسات العلمية أن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية هو العامل الرئيسي في تطور سرطان الجلد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام واقي الشمس والتقيد بإجراءات الحماية من الشمس مهم جدًا للوقاية من سرطان الجلد.
فواقي الشمس تساعد في حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، التي يعتبرها الخبراء السبب الرئيسي لتطور سرطان الجلد.
على الرغم من أن النظام الغذائي الصحي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة ويعزز جهاز المناعة، إلا أنه لا يمكن أن يكون بمثابة طريقة فعالة للوقاية من سرطان الجلد بمفرده.
إن الوقاية الفعالة تتطلب مزيجًا من التعريض المعتدل للشمس واستخدام واقي الشمس واتباع إرشادات الحماية من الشمس الموصى بها.
لذلك، يجب أن نتحرى الدقة والمصداقية في المعلومات التي نتلقاها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتأكد من صحتها من خلال مصادر موثوقة قبل تصديقها ونشرها. من المهم الاعتماد على البحوث العلمية والمؤسسات الطبية الموثوقة للحصول على المعلومات الدقيقة حول الصحة والأمراض.