شم النسيم هو أحد الأعياد المصرية التقليدية التي يحتفل بها المصريون من مختلف الديانات في فصل الربيع.
ويعود تاريخه إلى آلاف السنين، حيث بدأ الاحتفال به في عهد الفراعنة. وعلى الرغم من تغير الزمن، إلا أن هناك تقاليد معينة استمرت في هذا الاحتفال، مثل تلوين البيض وأكل الفسيخ والبصل. ولكن ما سبب هذه المظاهر وما هو رمزها؟
البيض
البيض هو جزء رئيسي من احتفالات شم النسيم، وله دلالات عميقة. في التراث المصري القديم، كان البيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، كما أنه مرتبط بالإله بتاح، إله الخلق عند الفراعنة. ولهذا السبب، فإن تلوين البيض وتزيينه هو عادة تعبر عن الأمل والتجدد. ونجد أن هذه العادة انتشرت لاحقًا وأصبحت جزءًا من عيد الفصح المسيحي، مما يعكس كيف يمكن أن تتداخل التقاليد بين الثقافات.
البصل
البصل في شم النسيم يرمز إلى قهر الموت وإرادة الحياة، ويعتبر رمزًا لمكافحة الأمراض. خلال الأسرة السادسة في مصر القديمة، قيل إن ملكًا فرعونيًا عالج ابنه المريض باستخدام البصل، الأمر الذي جعله مرتبطًا بقوة الشفاء. لذلك، اعتاد الناس على تعليق البصل في منازلهم وحوله، وربما حمله حول أعناقهم لدرء الأمراض.
الفسيخ
الفسيخ هو السمك المملح، وهو جزء آخر من تقاليد شم النسيم. هذا الطعام يعود تاريخه إلى الأسرة الخامسة في عهد الفراعنة، حيث بدأ تقديس نهر النيل، والذي ارتبط بخلق الحياة. قيل إن السمك الذي يأتي من النيل هو بمثابة هدية من الجنة، ولذلك أكل الفسيخ يعبر عن الاحتفال بالحياة والنيل.
شروط الاحتفال بشم النسيم
دار الإفتاء المصرية أوضحت أن الاحتفال بشم النسيم وتناول هذه الأطعمة لا حرج فيه شرعًا، بشرط مراعاة بعض الأمور. يجب على الناس تجنب الأطعمة الضارة صحيًا، وعدم إزعاج الآخرين أو الخروج عن الآداب العامة. والاحتفال بشم النسيم يعتبر نشاطًا اجتماعيًا يجمع المصريين ويعزز روح الجماعة والوحدة الوطنية.
هذه التقاليد والمظاهر تضفي على شم النسيم طابعًا خاصًا يعكس التفاعل بين التاريخ والثقافة، ويجمع بين مختلف الطوائف والأديان في مصر. إنها شهادة على قوة التراث وقدرته على التكيف والبقاء، حتى في مواجهة التغيرات الزمنية والثقافية.